أثر برس

ماهي دلالات انفتاح الدائرة العربية حول دمشق عُقب الزلزال؟

by Athr Press A

جاء الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، فجر الاثنين الماضي، بدايةً لانفتاح دائرة عربية حول دمشق، تعدّت إرسال المساعدات وفرق الإنقاذ التي تجاوزت الحظر الأمريكي المعلن إلى اتصال عدد من الزعماء العرب، الرئيس الجزائري وسلطان عُمان والعاهل الأردني ورئيس الإمارات وملك البحرين والرئيس الفلسطيني بالرئيس بشار الأسد؛ ليشجّع ذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إجراء مثل هذا الاتصال للمرة الأولى.

وعلى الرغم من أن مصر سارعت بإرسال شحنات من المعونات الإغاثية عُقب الكارثة، فإن مصادر سوريّة رأت الموقف المصري حذراً ومتريّثاً لأنه يتعلّق بالحظر الأمريكي، الذي يدفع القاهرة إلى التأنّي في خطواتها، خصوصاً أن الولايات المتحدة أعادت تنشيط حراكها السياسي والميداني في سوريا، وصعّدت خلال الشهور القليلة الماضية من حملتها ضدّ الدولة السوريّة”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

في المقابل، اعتبر الكاتب السياسي حسني محلي في مقالٍ له في “الميادين نت”، أنّ “اتصال السيسي، ومعه اتصال كل من العاهل الأردني ورئيس الإمارات بالرئيس الأسد، أمر قد يحمل معه عدداً من المفاجآت، أهمها احتمالات لقاء سوري- مصري، ربما بمشاركة أردنية وإماراتية، قد يسبق لقاء الرئيس الأسد وأردوغان، وهو اللقاء الذي يسعى من أجله الرئيس بوتين منذ فترة طويلة، بطلب من الرئيس التركي، وهو ما اعترف به شخصياً”.

وأضاف محلي “ بات واضحاً أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، في محورها الرئيسي سوريا، وقد يفسّر ذلك إعلان وزير الخارجية الروسي لافروف قبل أسبوعين، خلال استقباله نظيره المصري سامح شكري في موسكو، إشراك إيران في مساعي الوساطة الروسية بين الرئيسين الأسد وأردوغان”.

ويرى محلي أنه “في الوقت الذي يكتسب الاتصال أهمية إضافية، بسبب توقيته الزمني الذي يصادف الفتور، وأحياناً التوتر، في العلاقات بين القاهرة والرياض، فإن هذا قد يكون أحد الأسباب التي دفعت السيسي إلى إجراء هذا الاتصال، ليبعث عبر ذلك رسائله المباشرة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”، متابعاً “يعرف الجميع أنه، ومعه أمير قطر الشيخ تميم، الحليفان الاستراتيجيان للرئيس أردوغان، المعترض الأكبر على عودة سوريا إلى الجامعة العربية.”

ومن الواضح أن السعودية التفّت على الحظر الأمريكي، عبر تكليّف منظّمات بجمع تبرّعات وإرسال مساعدات إلى سوريا، في وقتٍ أعلن فيه المدير العام للطيران المدني السوري عن تلقي طلب من هيئة الطيران المدني السعودي لإرسال طائرة مساعدات من الهلال الأحمر السعودي من الرياض إلى دمشق.

وفي هذا السياق، تشير صحيفة “الأخبار” إلى أنه “لا يمكن الحديث عن خطوة حقيقية من الرياض نحو دمشق في الوقت الحالي، خصوصاً في ظلّ إبقائها ملف الحجّ بيد “الائتلاف” المعارض، ما يعني أن أولى الخطوات التي يمكن أن يُبنى عليها تطبيع حقيقي بين البلدين تبدأ بهذا الملف”، موضحةً أنه “ثمّة تحرّكات روسية وإماراتية متواصلة لإعادة تطبيع العلاقات السورية- السعودية، لِمَا لها من تأثير كبير على الساحة السورية بشكلٍ خاص، وفي المنطقة بشكلٍ عام”.

ويأتي ذلك بالتزامن مع قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد، رفع تمثيل بلاده الدبلوماسي في دمشق، في خطوة أولى ضمن سلسلة خطوات تهدف إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، إذ أشاد سعيّد بإصرار دمشق على رفض التدخل الخارجي، عادّاً “قضية النظام السوري شأناً داخلياً يهمّ السوريين بمفردهم”، مذكّراً بـ”عدّة محطّات تاريخية عاشتها سوريا منذ بداية القرن العشرين والترتيبات التي حصلت منذ ذلك الوقت لتقسيمها”.

أمّا العراق، الذي تحرّك عاجلاً عبر إرسال 8 طائرات، وصهاريج نفط، وفرق إنقاذ إلى سوريا بعد وقوع كارثة الزلزال، فإن رئيس مجلس نوابه محمد الحلبوسي، دعا إلى عودة سوريا لمحيطها العربي خلال المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية في القاهرة، مؤكداً على أن ”يكون هناك دور عربي واضح، وأن تتبنى القيادة العربية والدول العربية على المستويات كافة عودة سوريا إلى محيطها العربي، وعودة سوريا إلى ممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي بشكلٍ فاعل وواضح”.

أثر برس

اقرأ أيضاً