أثر برس

ماهي مصلحة سوريا وراء المعادلات الروسيّة في المنطقة؟

by Athr Press A

استنفر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المدة الأخيرة كل إمكاناته بدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عدد من المجالات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركيّة، مروراً بالتنسيق والتعاون مع السعودية والإمارات، وسط تساؤلات عن مكان سوريا ومصالحها في قلب المعادلات التي يستمر بوتين في نسجها.

وفي هذا الصدد، يشير الباحث في العلاقات الدولية حسني محلي في مقال له في “الميادين نت”، إلى أن “السؤال المهم، هو: هل سيضحّي بوتين بسوريا من أجل حساباته المصلحية مع أردوغان، ما دام خيار المواجهة المسلّحة غير وارد في سوريا؟، متابعاً: “بسبب هذا السؤال، استنفر بوتين كل إمكاناته في دعم أردوغان في مجالات متعددة، بهدف إقناعه بضرورة المصالحة مع الرئيس الأسد، وطلب من ابن سلمان وابن زايد الدخول على خط هذه المصالحة، التي إن لم تتحقق؛ فالعودة إلى نقطة البداية لن تكون مستبعدة، في ظل المعطيات المتغيرة يومياً بعد سيطرة “النصرة” على عدد من مناطق الشمال السوري”.

وعن الدعم الروسي لتركيا يرى محلي أن “بوتين قدّم لأردوغان، رشوة ذكية، في الوقت الذي يستعد فيه الأخير لانتخابات الرئاسة في ظروف اقتصادية ومالية صعبة جداً”، مضيفاً: “قدّر بعضهم حجم مثل هذا الاستثمار، في المديين المتوسط والبعيد، بنحو 50 مليار دولار ستساعد أردوغان على حل معظم مشاكل أنقرة الداخلية، وتجعل تركيا دولة مهمة جداً في كل المعطيات الاستراتيجية في حال إنشاء مثل هذا المركز؛ فتركيا التي تستورد نحو 45% من استهلاكها من الغاز من روسيا عبر أنبوبين، أحدهما يتابع طريقه إلى اليونان ومنها إلى أوروبا، يصل إليها أيضاً أنبوب ثالث ينقل البترول الأذربيجاني، كما يتم إنشاء آخر موازٍ له لنقل الغاز، ولاحقاً التركمانستاني والكازاخستاني أيضاً”.

وعدّ محلي أن الرئيس التركي استغلّ كل هذه المواقف الروسية الإيجابية بالنسبة إليه للاستمرار في سياساته المعروفة في سوريا، في ظل غياب الاهتمام العربي الذي قد تتضح ملامحه بعد القمة العربية التي ينتظر أردوغان نتائجها بفارغ الصبر، إذ سيقرر حينها إذا كان سيصالح الرئيس الأسد أم لا”.

وكشف محلي عن أن الرئيس الروسي يرى أن الدور الإماراتي الوسيط، على صعيد التحركات الإقليمية، على أنه عنصر مساعد لتحركاته الشرق أوسطية مع استمرار محاولته جمع الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، في قمة تحقق له معظم أهدافه، وخصوصاً إذا حظيت هذه القمة أو ساهمت فيها الرياض وأبو ظبي، وهو ليس مستبعداً أبداً، وفق معلومات ما خلف الكواليس في أنقرة.

يشار إلى أنه ما يزال الحديث عن التقارب السوري – التركي مقتصر على مفاوضات أجهزة استخبارات البلدين وبعض التسريبات، دون وجود أي خطوات عملية، إلى جانب التصريحات التركية المستمرة التي لا تُنذر بأي تقدّم في المفاوضات، وسط تأكيدات روسيّة أن موسكو تستمر في محاولات الوساطة بين البلدين.

أثر برس

اقرأ أيضاً