تتجه الأنظار في نهاية الأسبوع القادم إلى العاصمة الروسية موسكو التي سيُعقد فيها اجتماع رباعي لنوّاب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسوريا، لدفع مسار التقارب بين أنقرة ودمشق، تمهيداً لاجتماع وزيري خارجية البلدين رفقة وزيري خارجية روسيا وإيران.
موسكو لم تتبلغ رداً من دمشق وطهران
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها دعت جميع الأطراف لعقد اجتماع رباعي يضم سوريا وتركيا وإيران في موسكو الأسبوع المقبل، مشيرةً إلى أنها تنتظر رداً من سوريا وإيران.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن “روسيا تود عقد اجتماع رباعي الأطراف على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو الأسبوع المقبل، لكن حتى الآن لم يكن هناك أي رد من سوريا وإيران”، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وذكر بوغدانوف أنه “وجّهنا الدعوات لجميع الأطراف، لكن لم نتلق تأكيدات من جميع المشاركين بعد”، مضيفاً: “اتفقنا مع نظرائنا الأتراك، لكن ننتظر إجابات من السوريين والإيرانيين ما إذا كان هذا مناسباً لهم”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن “هذا الاجتماع سيكون اجتماعاً فنياً على مستوى نوّاب وزراء الخارجية ومكلّف بالتحضير لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع”.
ويأتي ذلك بعد أن كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأمس الأربعاء، عن عقد اجتماع رباعي على مستوى اللجان التقنية في موسكو الأسبوع المقبل بمشاركة إيران وروسيا وتركيا وسوريا، موضحاً في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في العاصمة التركية أنقرة، أن “العمل في سبيل اجتماع على مستوى وزراء الخارجية مع سوريا ما يزال مستمراً، على أن يكون بمشاركة إيران التي كانت غائبة عن اجتماع موسكو السابق”.
من جهته، جدد الوزير الإيراني تأكيد أن “طهران تدعم عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة لوضعها الطبيعي”.
طهران على المسار بين أنقرة ودمشق
وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، اليوم الخميس، للقاء المسؤولين السوريين قادماً من أنقرة، لإجراء مباحثات تتعلق بآخر التطورات الإقليمية بما فيها المحادثات الجارية بخصوص عقد اجتماع يضم وزراء خارجية الدول الأربع.
وتعليقاً على الدور الإيراني في مسار التقارب بين دمشق وأنقرة، وأهمية الاجتماع الرباعي المزمع عقده في موسكو، يرى الباحث في مركز تحليل السياسات محمود علوش في لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، أن “الاجتماع يكتسب أهمية في أنه الأول منذ تطوير الآلية الثلاثية بين أنقرة ودمشق وموسكو لتصبح رباعية بانضمام طهران إليها”، لافتاً إلى أن “مشاركة إيران ستعطي دفعة قوية لمسار المفاوضات بين أنقرة ودمشق، إذ أدت طهران دوراً مهماً في صيغة “أستانا”.
وبيّن علوش، أن مسألة إصلاح العلاقات بين أنقرة ودمشق معقدة جداً، وذلك يتضح بصعوبة إقامة محادثات سياسية فورياً، إذ عملت روسيا باستخدام الآلية الثلاثية على عقد اجتماع لمسؤولي استخبارات البلدين، وثم تم الوصول إلى اجتماع وزراء الدفاع”.
يشار إلى أن اجتماع وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا الذي عُقد في موسكو في 28 كانون الأول الفائت، خلُص إلى موافقة تركيا على الانسحاب الكامل من الأراضي السورية التي تسيطر عليها في الشمال، إضافة إلى تأكيد أنقرة احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية، كما تم البحث في تنفيذ الاتفاق الذي تم عام 2020 بخصوص افتتاح طريق M4، وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية عن مصادرها.
أثر برس