الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في ريف دمشق، أدلى بعدها “مسؤولون إسرائيليون” بالعديد من التصريحات المنتقدة لها، والتي تتحدث عن عدم جاهزية جيش الاحتلال لخوض أي حرب في المرحلة الحالية، وذلك في إطار الحديث عن الرد المتوقع من الدولة السورية وحلفاءها.
وحول الرد الحقيقي المتوقع على هذه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، قالت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية:
“القيادة السورية تكظم الغيظ، وتمتص هذه الضربات العدوانية الإسرائيلية لأنها لا تريد الخروج عن أولوياتها وأجنداتها الاستراتيجيّة في التَّركيز على جبْهَتِها الداخليّة، واستِعادَة جميع الأراضي السوريّة المتبَقية خارج سيادة الدَّولة، وهِي تُدرِك حتْمًا أنّ الحَرب مع دولة الاحتِلال الإسرائيليّ حَرب طويلة الأمَد وسيَتِم خوضها في إطارِ استراتيجيّات مُحْكَمَة، وليسَ مِن خلال رُدود الفِعل غير المدروسة”.
وبما يتعلق برد فعل “الداخل الإسرائيلي” جاء في “يديعوت أحرنوت” العبرية:
“إنّ العديد من الوزراء والجنرالات في جيش الاحتلال عارضوا ويُعارِضون هذه الخطوة التي قام بها نتنياهو بضرب مواقع في سوريا، كما أكدت مصادر سياسيّة مطلعة جداً، أنّ نتنياهو أقدم على هذه الخطوة لعلمه بأنّ هذا الأمر سيزيد من شعبيته وسيحصل على أصوات كثيرة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في التاسع من شهر نيسان القادم، لافتةً إلى أنّ هذا الإعلان جاء لترميم صورة نتنياهو”.
وقالت “الأخبار” اللبنانية:
“ينبغي التشديد على حقيقة أن موقف نتنياهو يأتي في سياق مسار لم تكتمل أو تتضح معالمه حتى الآن في مواجهة موسكو، حيث لا تزال المباحثات الثنائية متواصلة حول قيود حركة الاعتداءات الإسرائيلية وهامشها، من منظور روسي. وعلى ذلك، ينبع جانب أساسي من رسائل هذا الموقف من التجاذب القائم بين الطرفين، والذي يتحرك على مسارين سياسي وعملاني”.
لوحظ أن الغارات الإسرائيلية على سوريا انخفضت بنسبة كبيرة بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، وكانت الأحاديث دوماً تؤكد أن السبب هو تهديدات روسية موجهة للكيان الإسرائيلي من التعرض لمواقع تابعة للدولة السورية، لكن “رئيس الأركان الإسرائيلي” السابق غادي إيزنكوت، أكد عشية الإعلان عن استقالته وعبر إذاعة “كان” العبرية أن السبب وراء تجنب الكيان لهذه الاعتداءات مختلف، حيث قال: “حرية العمل في سوريا أصبحت مربكة أكثر بعد أن سيطر الجيش السوري على معظم أنحاء هذه الدولة”، كما أن الدولة السورية إلى الآن تكتفي بالتصدي لهذه الاعتداءات ريثما تستكمل إنجاز مهامها التي وصلت إلى خواتيمها والمتعلقة باستعادة كامل أراضيها.