أثر برس

ما حدود التحركات العسكرية “الإسرائيلية” جنوب سوريا؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس مع توسع “العمليات العسكرية الإسرائيلية” جنوب لبنان تتجه الأنظار نحو جبهة الجولان، خاصة بعد تصعيد كبير للعمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا طالت نقاطاً عسكرية في كل من المناطق الجنوبية والوسطى والمنطقة الساحلية، مع التركيز على الاستهدافات لما اعتبرتهم شخصيات تابعة لحزب الله في قلب العاصمة دمشق.

لكنه مع اختلاف شدة وتيرتها لم تكن الغارات العسكرية على سوريا بجديدة، باستثناء النشاط العسكري غير المسبوق على طول الشريط الحدودي، إذ بدأت تتمركز الدبابات الإسرائيلية على طول الشرط الحدودي، بالتزامن مع أعمال تحصينية وإنشائية نفذتها الجرافات على طول الشريط، عدا الحديث الذي يدور حول عمليات توغل “إسرائيلية” طالت مناطق حدودية داخل القنيطرة ما أثار عدداً من التساؤلات حول “الأغراض الإسرائيلية” من التوغل، وطبيعية هذه التحركات في الجنوب السوري.

مسارات التوغل

في ظل توارد الأنباء عن “توغل إسرائيلي” لمناطق داخل القنيطرة تؤكد مصادر مطلعة لـ”أثر برس” أنه بحسب اتفاقية فض الاشتباك يمنع على الجيش السوري وكيان الاحتلال من نشر أسلحة ثقيلة أو متوسطة في المنطقة منزوعة السلاح، ويسمح بإقامة دشم وتحصينات دفاعية ومد الأسلاك الشائكة، وبناء عليه واصلت قوات الاحتلال دخول المنطقة المذكورة وهي المنطقة الزرقاء ما بين خطي ألفا وبرافو وعززت من تحصيناتها الدفاعية، ووضع الدشم الرملية، من القطاع الشمالي للقنيطرة وصولاً إلى أقصى الريف الجنوبي الغربي لدرعا أي منطقة حوض اليرموك وهي المثلث الحدودي ما بين كل من سوريا ولبنان وفلسطين.

يشير الخبير والباحث في الشؤون الإسرائيلية د. سمير أبو صالح إلى أنه ثمة تحركات عسكرية واضحة بدأت بالقطاع الشمالي من قرية مجدل شمس ومرتفعات الجولان وصولاً إلى القطاع الأوسط ومنه للقطاع الجنوبي إلى منطقة الحمّة، مشيراً إلى جدار من الأسلاك الشائكة بنته قوات الاحتلال في وقت سابق بارتفاع 7 أمتار، ومجهز بمنظومات إلكترونية ومجسات حرارية تكشف أي حالة تسلل.

وكان “أثر برس” قد تفرد في مقالات سابقة حول طبيعة الأعمال التجريفية التي نفذتها قوات الاحتلال، إذ فجرت قوات الاحتلال منذ أشهر معظم الألغام على الشريط الحدودي تمهيداً لأعمال حفر الخندق الممتد مقابل القنيطرة من جهة حضر شمالاً وصولاً إلى جباتا الخشب جنوباً بطول 2كم وعمق يصل قرابة 10م، يضاف إلى ذلك دوريات عسكرية إسرائيلية مكثفة على طول الشريط تحسباً من أي تحرك أو عمل يستهدف قواته سواء من حيث إطلاق الصواريخ أم من حيث تنفيذ الاختراق بالتسلل، وعليه باتت الإجراءات الإسرائيلية لتأمين حدودها مع الجانب السوري مركزة، وذلك للتفرد بجبهتها وحربها في لبنان.

جبل الشيخ والحزام الإسرائيلي
تشير بعض التقديرات الأمنية عن خطة صهيونية للتقدم من الجولان للالتفاف تجاه لبنان، وعليه يستبعد الدكتور سمير أبو صالح وهو الخبير في الشؤون الإسرائيلية صحة هذه الادعاءات، إذ إن التضاريس الجغرافية المحيطة بالمنطقة ليست مسخرة إطلاقاً لأي عملية تقدم أو التفاف، إذ لا يمكن فتح ممرات بالجبال العالية، والوديان المتعاقبة بالمنطقة الشرقية من جبل الشيخ وصولاً للمنطقة الشمالية الغربية لسهل البقاع والجنوب اللبناني، لكن هذه الادعاءات يخشى أن تكون محاولة إسرائيلية لاحتلال المنطقة الجنوبية الشرقية من جبل الشيخ.

ونوه الخبير أبو صالح بخطورة مثل هذه المشاريع والتي طرحت مؤخراً بلسان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، وعدد من الجنرالات الصهاينة، كون جبل الشيخ يحتل مكانة جغرافية وعسكرية كبيرة لإطلاله ع سهول القنيطرة، وسهول غرب دمشق، وصولاً إلل بيت جن في عمق الأراضي السورية.

الخط الآمن
تشير التحركات الإسرائيلية إلى أن الإجراءات التي تتخذها على الشريط الحدودي تهدف إلى رسم خط حدودي آمن مع سوريا ولبنان، إذ إن خطها الآمن في لبنان لا يتم إلا من خلال التوغل البري وهو ما تنفذه قوات الاحتلال في عمق الضاحية الجنوبية، أما مع سوريا فتعتقد “إسرائيل” أنها نفذت بإجراءاتها التحصينية خطاً آمناً لها.

يشير الباحث الروسي رامي القليوبي الأستاذ الزائر في كلية الاستشراق بموسكو إلى أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية لن تجدي نفعاً في حماية أمنها على الخطين السوري واللبناني، لأن سياسة العزل الاسرائيلية أثبتت فشلها عبر السنوات، إذ سبق وعزلت الفلسطينيين في غزة، الأمر الذي أفضى لأحداث السابع من أكتوبر بعمية طوفان الأقصى واختراق العزل بحرب امتدت أكثر من عام.
الباحث الروسي أشار إلى أنه من المحتمل جداً استمرار التصعيد العسكري على الأراضي السورية واستمرار التحصينات على الشريط الحدودي، نافياً كل ما جرى الحديث عنه حول انسحاب القوات الروسية من المنطقة الجنوبية، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار التشديد على إجراءات الحماية الخاصة لهم، منوهاً باستمرار التنسيق العسكري الروسي والإسرائيلي في المنطقة الجنوبية على الرغم من التوتر السياسي نتيجة الحرب مع أوكرانيا.

ومع توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية وعدم اتضاح المشهد لانتهاء الحرب، لا يزال الترقب سيد الموقف، إذ تطرح سيناريوهات محتملة عدة حول التصعيد في الجنوب السوري وتحديداً جبهة الجولان، لكنه من الواضح جداً ارتباط ما يجري من متغيرات ميدانية بسير العمليات في الجنوب اللبناني، وعليه ستحسم نتائج المعارك مجرى الأحداث القادمة.

د. أحمد الكناني

اقرأ أيضاً