خاص || أثر برس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف إدارته، بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري المحتل، بالتزامن مع الإعلان عن القضاء على تنظيم “داعش” في أراضي شرق الفرات السورية.
إذ يبدو أن أطماع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كبيرة جداً وتحاول قدر الإمكان الحفاظ عليها، ويبدو أن التصعيد الذي تتبعه “قوات سوريا الديمقراطية” وتركيا بشأن المناطق السورية شمالي شرق سورية، يضمن لها الحفاظ على التوتر في تلك المنطقة ويضمن لها أيضاً صبر الدولة السورية وتريثها لعدم شن عمل عسكري في تلك المناطق لاستعادتها وأن الدولة ستتوجه إلى الحل السياسي قدر الإمكان لتبتعد عن الحروب، وهذا ما يبرر اختفاء الحديث عن المشروع الأمريكي الذي أطلقوا عليه اسم “المنطقة الآمنة” شمالي سورية، بالرغم من إعلان الخارجية الفرنسية أن واشنطن لم تقدم لها أي جواب لاستفساراتها حول هذا المشروع، بعدما أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، عن أمله بموافقة الدول الأوروبية على هذا المشروع.
ثقة أمريكا بمجمل هذه الأمور، أوصلها إلى قناعة تفيد بأنه آن الآوان للإعلان عن القضاء على تنظيم “داعش” في سورية، وفي الوقت ذاته تولت الصحف الغربية مهمة الاستمرار بالحديث عن هذا التنظيم لا يزال موجود وخطره لا يزال يحيط بالمنطقة، وهي بدورها توجهت للاهتمام بملفات أخرى تخدم من خلالها مصالح أخرى، فكانت زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الجولان السوري المحتل ومن بعدها توقيع ترامب على قرار “سيادة إسرائيل” على الجولان السوري المحتل.
كما أنه من واضح تنبه الدولة السورية لهذا المخطط الأمريكي، حيث أشار المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إلى أن السياسة التي يتبعها ترامب في الجولان السوري المحتل هي السياسة ذاتها التي تمارسها “قوات سوريا الديمقراطية” شرق الفرات وهي سياسة فرض الأمر الواقع، والتي تعتمد على الاعتراف بواقع مزيف وليس بالحق والقانون.
لكن قرار ترمب بدأ يواجه تحديات منذ لحظة الإعلان عنه، تمثلت تلك التحديات بالوقفات الاحتجاجية والإدانات الدولية، وحتى أن هناك “أطراف إسرائيلية أكدت على عدم فاعلية هذا القرار، أما الدولة السورية فأكدت من جديد أنه من حقها استخدام كافة الوسائل لاستعادة أراضيها.
بالتأكيد ترامب له أهدافه من الإعلان عن هذا القرار الفردي، وكشفت عنها بعض الصحف الأجنبية، فمنهم من أكد أن الهدف منه هو دعم “رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” في الانتخابات المقبلة، ومنهم من أشار إلى أنه يهدف إلى تدعيم العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، ولا بد من وجود أهداف خفية أيضاً لم يُعلن عنها.
في شمالي شرق سورية، حذرت الدولة السورية “قسد” من استمرار تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه سيتم التعامل معها كما سيتم التعامل مع القوات الأمريكية التي تعتبر سورية وجودها الغير شرعي احتلالاً، أما تركيا فتستمر بانحيازها إلى الجانب الروسي بعدما أخلفت أمريكا وعودها معها، أما بالنسبة للجولان السوري المحتل فيبدو أن الدولة السورية لم تعد وحدها ولديها حلفاء أقوياء لا يستهان بهم، لذلك فإذا اتخذت قرارها باستعادته ستستعيده دون أن توقفها أي قوة خصوصاً وأن جميع القرارات الدولية تدعم موقفها.
زهراء سرحان