أثر برس

ما دلالات التصعيد الذي شهده الشرق السوري في الساعات الماضية؟

by Athr Press A

شهد شرق سوريا تصعيداً كبيراً في الساعات الماضية على خلفية هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة أمريكية في الحسكة، زعمت الدفاع الأمريكية أنها إيرانية الصنع، وسارعت إلى الرد بقصف جوي طال مواقع في دير الزور.

وتسبب الهجوم على القاعدة الأمريكية في مقتل متعاقد أمريكي وفقاً لبيان الدفاع الأمريكية، على حين أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بإصابة 6 جنود أمريكيين آخرين، فيما تبنى “البنتاغون” عمليات القصف شرق سوريا، بأمرٍ من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأكدت مصادر محلية لـ”أثر” أن القصف الأمريكي استهدف مواقع في محيط حي “هرابش” السكني شرق مدينة ديرالزور، وطال مستودعات مديرية إكثار البذار ومدرسة، نافيةً ما أُشيع عن أن القصف طاول مركز التمنية الريفية الكائن أطراف الحي المذكور.

ولفتت مصادر “أثر” إلى أن الهجوم أدى إلى استشهاد 8 عناصر من القوات الرديفة للجيش السوري وإصابة اثنين آخرين.

وأشارت مصادر “أثر” إلى أنه سُمع دوي انفجارات عنيفة نتيجة القصف، أعقبه أصوات لسيارات إسعاف، مؤكدة أن المواقع المذكورة تعرضت لضربات مُتعددة تمام الساعة الثالثة صباح أمس الجمعة، نافيةً وقوع أي استهداف في مدينة الميادين التي تبعد 45 كم عن دير الزور.

وتعليقاً على ذلك، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً تحليليّاً أشارت خلاله إلى أن التصعيد الأخير يتزامن مع أحداث عدّة جيوسياسيّة واستراتيجيّة وتكتيكيّة، فعلى المستوى الجيوسياسيّ، تحتلّ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو مركز الصدارة، كذلك الأمر، يندرج التقارب السعودي – الإيراني أيضاً في مستوى التحوّل الجيوسياسي الإقليمي المهمّ.

ويُضاف إلى هذه الأحداث، تسريب خبر توصّل إيران إلى مستوى متقدّم من تخصيب اليورانيوم، لكن دون قرار صنع القنبلة، وقرار”البنتاغون” بإعادة توزيع وسائل القوة العسكريّة الأمريكية إلى كلّ من أوروبا وشرق آسيا، لكن على حساب قدرات القوّات الأميركيّة المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي إلى شرق سوريا يدلّ على الأهميّة التي تعطيها أمريكا لهذه المنطقة في المرحلة الحاليّة، فهي استثمار قليل مقابل مردود استراتيجي وتكتيكي كبير.

ولفتت الصحيفة إلى أن التواجد الأمريكي في كلّ من شرق الفرات وقاعدة التنف على الحدود الأردنية – السورية – العراقيّة، أمر مهمّ جدّاً، إذ يمكن للقوات الأمريكية المتواجدة في هاتين المنطقتين، أن تعزل المسرح العراقي عن المسرح السوريّ، وذلك عبر السيطرة على ممرّ البوكمال عسكريّاً، إن كان مباشرة أو عبر القوة الناريّة.

وترى الصحيفة أنه لا يمكن فصل الأحداث التي تحصل في شرق سوريا عن الأحداث التي تحصل في غربها، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية، موضحةً أن هناك مؤشّر للتحوّل الكبير على الساحة السورية، عندما ينتقل التنسيق من مستوى تبادل المعلومات بين أمريكا و”إسرائيل”، إلى مستوى التنفيذ الفعلي المُشترك بينهما.

يشار إلى أنه منذ كانون الثاني 2021، وقع ما يُقارب من 78 هجوماً بوسائل مختلفة على القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في كلّ من العراق وسوريا، وتشير صحيفة “الشرق الأوسط” في هذا الصدد إلى أنه “منذ ذلك الوقت، أمر الرئيس بايدن القوات الأمريكية بالردّ أربع مرّات، كان مقياس الردّ الأمريكي على أي اعتداء أو عدمه، يعتمد دائماً على ما إذا كان هناك من خسائر بشريّة أمريكية.

أثر برس

اقرأ أيضاً