تطورات متسارعة تطرأ على التقارب الخليجي- السوري، وكان آخرها وأهمها زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى السعودية ولقاءه بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، وذلك بعد ساعات من إعلان دعوة قطر لاجتماع مجلس التعاون الخليجي الأسبوع المقبل في جدة لمناقشة الملف السوري وعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
لم تطرأ تغييرات على الموقف القطري العلني من عودة سوريا إلى محيطها العربي، إلا أن التسريبات أكدت أنه ثمّة أمور لا تُقال في العلن، حيث نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن “القطريين توسطوا لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، للبحث في تنظيم العلاقة مع القيادة السورية من جديد، إلا أن الرئيس الأسد لم يكن متحمساً لهذا الأمر”.
وفيما يتعلق بالتقارب السعودي- السوري، أفادت المصادر التي نقلت عنها “الأخبار” بأن سلطنة عمان أضافت مؤخراً لقاءات هامة بين مسؤولين من سوريا والسعودية وأمريكا أيضاً، وأن الاتصالات السعودية – السورية سرعان ما انتقلت إلى حيز التحاور المباشر الذي تمثل في لقاءات جرت على مستوى أمني في الرياض، ومهدت لرفع مستوى التواصل إلى الحيز السياسي الذي ظهر في زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى جدة.
وأضافت أنه “في السنوات القليلة الماضية، انطلقت موجة من الاتصالات بين عواصم عربية وإقليمية وغربية مع سوريا، مباشرة أو بوسطاء، وتفعلت هذه الاتصالات بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا”، ونقلت الصحيفة عما وصفته بـ”مرجع مطلع” قوله: “يتواصلون معنا سراً، لكنهم يخافون الغضب الأمريكي، نحن لا نحمّل أحداً أكثر مما يحتمل، لكن أحداً لا يمكن أن يفرض علينا شروطاً، ما واجهناه في عقد كامل، لا يقدر كل هؤلاء على تحمله، وقد صمدنا، ودورنا العربي نحن من صنعه”.
وأكدت مؤخراً تقارير أمريكية عدة أن واشنطن غير راضية عن التقارب الخليجي- السوري، وسبق أن نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية تقريراً أكدت فيه أن واشنطن لا يمكنها فعل كثير لوقفها، وكذلك نشر المدير السابق لشؤون سوريا في “مجلس الأمن القومي” الأمريكي أندرو تابلر، تقريراً في مركز “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، أكد فيه أن “دول الخليج لديها أسبابها للتقرب من سوريا لكن عليها أن تفهم أن واشنطن لن تستثنيها من عقوباتها المفروضة على سوريا”.