خاص|| أثر برس يعتبر العلاج بالأوكسجين تحت الضغط العالي علاجاً طبياً حديثاً، حيث يتنفس المريض أوكسجين نقي 100% تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي المعتاد في حجرات ضغط مخصصة لهذا العلاج.
وحول أهمية هذا العلاج وآليته ومن هم المرضى الذين يستفيدون منه، أوضح اختصاصي في أمراض الأطفال والرضع والعلاج بالأوكسجين المضغوط وبالأوزون الطبي د.بسام إلياس في تصريح لـ “أثر” أن هذا النوع من العلاج يقدم عدة فوائد للمرضى منها زيادة قدرة خضاب الدم على حمل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم بنسبة حوالي /15/ ضعفاً عن الحالة الطبيعية، كما يمكن زيادة نسبة الأوكسجين المذاب بالبلازما بإعطائه بتركيز عالي وتحت ضغط جوي مرتفع وبالتالي تتشبع البلازما بالمزيد من الأوكسجين الذي يمكّنه من الوصول لمناطق في الجسم لا يستطيع الدم بالأوعية الدموية الوصول إليها كالمناطق السيئة التروية؛ بسبب انسداد الأوعية أو التضيقات الشديدة أو بسبب الوذمة والاحتقان.
ولفت د.إلياس إلى أن الأوكسجين المضغوط يُسهم بإبطال فعالية سموم البكتيريا خاصة اللاهوائية منها ويقتلها ويوقف تموت الخلايا في الحالات المرضية الحادة وإعادة وظائف الخلايا المريضة ويعزز وظائف الجهاز المناعي ويحرض إنتاج خلايا جذعية جديدة.
وحول الأجهزة المستخدمة، بيّن د.إلياس لـ “أثر” أن هناك حجرات فردية لشخصٍ واحد وحجرات جماعية تتسع لعدة أشخاص معاً والحجرات الحديثة تعتمد جميعها على ضغط الحجرة بالهواء وإعطاء الأوكسجين النقي 100% عبر القناع ويحدد عدد الجلسات بحسب كل حالة، مشيراً إلى أن هذا العلاج لا يغني عن الأدوية الموصوفة من قِبل الأطباء لمرضاهم بل يكمّل علاجاتهم في أغلب الأحيان ويكون علاجاً منفرداً في عدد من الحالات الأخرى.
ووفق إلياس، تم استخدام العلاج بالأوكسجين عالي الضغط لأول مرة في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين لعلاج حالات الإنفلونزا وتمت تجربة العلاج مرة أخرى في الأربعينيات عندما استخدمت البحرية الأمريكية الأوكسجين عالي الضغط لعلاج الغواصين في أعماق البحار الذين يعانون من مرض تخفيف الضغط، وفي الستينيات تم استخدام العلاج أيضاً لمكافحة التسمم بأول أكسيد الكربون.
وتابع د.إلياس: “حالياً لا يزال يُستخدم لعلاج الغواصين والأشخاص الذين يعانون من التسمم بأول أوكسيد الكربون بما في ذلك رجال الإطفاء، كما يُستخدم لعلاج أكثر من /25/ حالةً مرضية تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تتراوح من الحروق إلى أمراض العظام وبعض اختلاطات الداء السكري كالقرحات واعتلال الأوعية والأعصاب وإصابات الرياضيين بالملاعب وبعد إجراء عمليات الطعوم الجلدية ولحالات عدم كفاية تدفق الدم الحاد أو الرضي والوذمات والتهاب العظم والنقي الحاد والمزمن واختلاطات العلاجات الشعاعية والجروح التي لا تلتئم وبعض عقابيل نقص الأكسجة عند الصغار والكبار، كما يؤخر حدوث الشيخوخة بالنسبة للبشرة والوجه، مشيراً إلى أن بعض الحالات يكون علاجها أساسي بالأوكسجين وبعضها مساعد وداعم”.
وأكّد د.إلياس لـ “أثر” أن العلاج بالأوكسجين المضغوط آمن وفعال، ولذلك يمكن للأشخاص من عمر عام وحتى 80 عاماً أن يخضعوا لهذا العلاج، مشيراً إلى أن العلاج بهذه التقنية لا يزال غير منتشر بشكلٍ كبير في سوريا نظراً لقلة عدد الأطباء الاختصاصيين بهذا العلاج، إضافةً إلى الكلفة العالية لهذا النوع من الأجهزة، لافتاً إلى أن مركز /بوابة المستقبل/في طرطوس أول عيادة خاصة تخصصية للعلاج بالأكسجين من حيث استخدامها هذا النوع من العلاج ونجحت فيه.
وحول عمل مركز بوابة المستقبل في هذا النوع من العلاج، بيّن مؤسس بوابة المستقبل الأستاذ علاء عطفه حسين في حديث لـ “أثر” أن المركز بدأ عام 2018 بهدف تأمين العلاج بهذه التقنية في سوريا بعد اطلاعه على عدة تجارب مماثلة بدول عربية وأجنبية وخضع لدورة مكثفة بشركة دولية متخصصة حاز من خلالها شهادة أول مدرب دولي في الشرق الأوسط على هذه الأجهزة.
ونوّه أن المركز نجح عبر كادرٍ تخصصي بعلاج ودعم عدد من الحالات التي ذُكرت سابقاً، مؤكداً أن العلاج فعال وآمن وبكلفة مقبولة مقارنة بالدول التي تقدم هذا النوع من العلاج، كما قام المركز رغم الظروف الصعبة التي تتعرّض لها سوريا بسبب الحصار الاقتصادي وآثار الحرب عليها بتصنيع أجهزة بأحدث المواصفات بالإستعانة بخبرات سورية وأجنبية بعد دراسة عدد من النماذج العالمية وانتقاء أفضل التقنيات وجمعها في جهازٍ واحد، وقام بالتطوير عليها وتم وضعه بخدمة المرضى الذين هم بحاجة إلى هذا النوع من العلاج، خاصةً علاج الأذيات الدماغية والعصبية والنخرة الجافة وفقد السمع المفاجئ والقدم السكرية واعتلال الأعصاب السكرية وعقابيل الجلطات الدماغية ودعم أطفال نقص الأكسجة وغيرها من الأمراض بالأوكسجين تحت الضغط العالي.