أثر برس

ما هو الموقف الأمريكي من عودة سوريا إلى محيطها العربي؟

by Athr Press A

منذ أن شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تطورات سياسية عربية اتجاه دمشق، تمثّل بانفتاح دائرة التواصل لأبرز الزعماء العرب مع الرئيس بشار الأسد، متجاوزةً الحظر الأمريكي المعلن لسوريا، وسط إعلان المصالحة السعودية – الإيرانية بوصفها أبرز حدث إقليمي، أفادت تقارير أمريكية عدة بأن واشنطن تدرك هذا الحراك الدبلوماسي غير أنها لن تستطيع فعل كثير أمامه.

ومع إعلان استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، بررت واشنطن القرار العربي أنّها تتفهم أن شركاءها يسعون إلى التواصل المباشر مع الدولة السورية للضغط من أجل إيجاد حل للأزمة السورية”.

وقال متحدثٌ باسم الخارجية الأمريكية، إنّ “واشنطن لا تظن أن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية في هذه المرحلة”، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.

بدورها، ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، إنّ “قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يصوّر تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأميركية”.

واشنطن شجّعت اجتماع عمّان

كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية، عن تشجيع أمريكي لاجتماع عمّان الخماسي الذي جرى في مطلع أيار الجاري بمشاركة سوريا.

وذكر مسؤول أمريكي للصحيفة، إنّ “إدارة الرئيس جو بايدن شجعت الاجتماع؛ لأن البيان المشترك تناول الأزمة الإنسانية في سوريا، إذ تضمن اتفاقاً على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى السوريين بالتنسيق مع دمشق والأمم المتحدة”.

وأضاف المسؤول في البيت الأبيض: “عندما يتعلق الأمر بأي تعامل مع الدولة السورية، فقد أكدنا للشركاء أن الخطوات الموثوقة لتحسين الوضع الإنساني والأمني للسوريين يجب أن تكون في الصدارة والوسط… لقد شجعنا أن نرى هذه الخطوات في بيان اجتماع عمّان بصدق، ونأمل في رؤية تنفيذها”.

ورأى المسؤول الأمريكي أنّ “إدارة بايدن حافظت على موقف مناهض للتطبيع مع الدولة السورية لمدة بعيدة، لكن هذه الصورة أصبحت أكثر تعقيداً مع تسارع جهود التطبيع مع سوريا في أعقاب زلزال شباط في جنوبي تركيا وشمالي سوريا”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن تتطلع إلى مناقشة وتقييم نتائج الاجتماع مع سوريا، وأنها ستواصل توضيح موقفها في أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 يظل الحل الوحيد القابل للتطبيق”.

لا فيتو أمريكي على عودة سوريا إلى محيطها

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أنّه “في زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف إلى بيروت في 24 آذار الفائت، ولقائها المسؤولين اللبنانيين، تحدثت ليف، أنه “لا فيتو أمريكي على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، غير أنها طرحت شرطين اثنين يقترنان بها: أولهما أن ينجم قرار العودة عن موقف عربي مشترك موحد حيث يعيد العرب جميعهم، وليس بالمفرّق على نحو الخطوات المجزأة أخيراً في عودة سوريا إلى الجامعة العربية”.

وأشارت إلى أن “ثاني الشروط هو أن لا تكون العودة هذه مجانية بل جزء من تفاهم ينطلق من التحقق مما يمكن أن تقدمه سوريا إلى العرب كي يعيدونها إليهم”.

وفي السياق نفسه، قالت مديرة أبحاث الكابتاغون في معهد نيو لاينز ومقره واشنطن، كارولين روز، تعليقاً على الموقف الأمريكي اتجاه مساعي الدول العربية نحو دمشق، إنّ “وتيرة إعادة التواصل مع سوريا ربما “فاجأت الولايات المتحدة”، مضيفةً: “جهود التطبيع هذه لم تتحرك بسرعة كبيرة وتحدث بسرعة كبيرة… ولكن التقدم ومستوى التنسيق الذي تم إحرازه في هذه المناقشات أعلى بكثير مما توقعه أي شخص”.

وعدّت روز في حديث لصحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية، أن “واشنطن أعطت ضوءاً أصفر بشأن التطبيع مع سوريا (…) لن أقول ضوءاً أخضر”.

كما نقلت الصحيفة عن رئيس السياسات في “المجلس السوري – الأمريكي” المعارض محمد علاء غانم، قوله: “إننا مرعوبون من مثل هذا التغيير في السياسة الأمريكية”، مضيفاً: “هذا ليس فقط معادياً بشدة لمصالح الولايات المتحدة، ولكنه أيضاً انتهاك واضح لإرادة الكونغرس الأمريكي كما تم التعبير عنها في قوانين من مثل قانون قيصر”.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية شددت على موقفها المعارض للتقارب العربي مع سوريا، وعقب زيارة الرئيس بشار الأسد، إلى الإمارات في آذار الفائت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في مؤتمر صحافي، “نحض جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون”، مشيراً إلى أن بلاده لا تدعم التطبيع مع الدولة السورية.

أثر برس

اقرأ أيضاً