كشفت وكالة “الأناضول” التركية أمس الثلاثاء أن القوات الأمريكية زودت قواعدها في دير الزور براجمة صواريخ “هيمارس” الأمريكية.
ووفقاً لتقارير غربية فإن راجمة الصواريخ الأمريكية “هيمارس” تم تطويرها أواخر سبعينيات القرن الماضي، لكنها لم تدخل الخدمة فعلياً مع الجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية إلا في عام 2005.
يصل مدى “هيمارس” إلى 70 كم ووزنها 24 ألف رطل، وطولها: 23 قدماً، وأقصى معدل إطلاق نار: 6 صواريخ، سبق وأن أرسلت القوات الأمريكية راجمة الصواريخ هذه إلى عدد من الدول، حيث وصلت إلى الأردن وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة، وإلى عدد من أعضاء حلف “الناتو” مثل بولندا ورومانيا.
ما مدى فاعلية “هيمارس”؟
وفي 23 حزيران 2022 أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية “هيمارس” إلى أوكرانيا، ونقلت حينها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن قيادة القوات المسلحة الأوكرانية، تأكيدها أن “وصول منظومة صواريخ هيمارس الأمريكية لم يساعد في التأثير تأثيراً كبيراً في خطوط إمداد القوات الروسية في الحرب”.
وفي تموز 2022 نشرت الصحيفة الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية “ميليتري ووتش ماغازين” تقريراً أكدت فيه أن روسيا والصين وكوريا الشمالية يمتلكون أسلحة قادرة على تدمير منظومة “هيمارس” الأمريكية، كما يمكنها أن تحصل على أسلحة مماثلة من دول آسيوية صديقة، مشيرة إلى أن “الصين تمتلك أنظمة PCL191 التي تتفوق على أنظمة هيمارس، كما لدى كوريا الشمالية أنظمة KN-09 التي يمكنها أن تتغلب على المنظومة الأمريكية بسهولة”.
وكذلك نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، قوله: “إن صواريخ هيمارس ليست هدفاً صعباً لوسائط الدفاع الجوي الروسية”.
تجربة أمريكية فاشلة سابقة في سوريا:
في آذار الفائت تم استهداف القواعد الأمريكية في دير الزور والحسكة بثلاثة هجمات متتالية ما تسبب بمقتل جندي أمريكي وإصابة آخرين، ونقلت حينها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن الدفاعات الجوية “لم تعمل بكامل طاقتها” قبل الضربة، لافتين إلى وجود تحقيقات في سبب عدم تشغيل المنظومة بقوتها الكاملة، وعلّق حينها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، على هذه الحادثة بقوله: “نحن لا نرى أي دلائل على أن مهاجمي قاعدة التحالف الأمريكي كان لديهم علم بعدم اكتمال الدفاع الجوي بالقاعدة”.
وتعرضت القواعد الأمريكية في العام الجاري لأكثر من 10 استهدافات، وتؤكد التقديرات الأمريكية أن الأسلحة التي تستهدف تلك القواعد باتت متطورة للغاية، وفي هذا السياق أكد سابقاً مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز ليستر، أن “الطائرات من دون طيار التي استهدفت القواعد الأمريكية هي جزء من تهديد سريع التطور من أعداء واشنطن في المنطقة”، مشيراً إلى أن المجموعات المعادية للوجود الأمريكي باتت تستخدم أسلحة أكثر تطوراً بضرب بعض الأهداف الأمريكية الأكثر حساسية في الهجمات، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
يشار إلى أنه في 20 آذار الفائت نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المكتب الصحافي لجهاز المخابرات الخارجية الروسية قوله: “إن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لنقل عشرات الشاحنات الصغيرة ذات الدفع الرباعي المزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، وكذلك صواريخ إيغلا وتاو ونلاو، إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا”.