أفادت صحيفة “صباح” التركيّة، بأنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصدر تعليمات بتشكيل آلية “خريطة طريق” ثلاثية بين كلٍ من وزارة الداخلية، وحزب “العدالة والتنمية”، وكتلته النيابية في البرلمان، لتحفيز عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم.
وذكرت الصحيفة إنّه وفق خريطة طريق الآلية الثلاثية، “من المقرر إحياء الحياة الاقتصادية والتجارية شمالي سوريا، والسماح لرجال الأعمال بمن فيهم الأتراك بافتتاح منشآت ومصانع هناك، لخلق فرص عمل، لتأمين الشروط لعودة مئات آلاف من اللاجئين السوريين”، وفق ما نقله موقع “تركيا الآن”.
ولفتت إلى أنّ “أحد أبرز الجوانب المهمّة في خريطة الطريق هو وضع حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، في قلب هذه الخطة، بإحيائها اجتماعياً وتجارياً، مؤكدةً أنّ “تركيا تواصل المباحثات مع روسيا وسوريا لضم حلب إلى خريطة الطريق، في خطوة تهدف إلى خلق فرص عمل لمئات آلاف المهاجرين السوريين في تركيا”.
يأتي ذلك في وقتٍ كثّفت فيه تركيا مؤخراً أعمالها في ملف “العودة الطوعية” للاجئين السوريين إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها، وفي هذا الصدد قال الرئيس التركي في تموز الفائت: إنّ “تركيا تخطط لضمان عودة نحو مليون لاجئ على أراضيها إلى سوريا”، مضيفاً: “ستستمر عودة اللاجئين إلى وطنهم مع ارتفاع مستوى الأمن والاستقرار في سوريا، حتى الآن، عاد ما يزيد عن 600 ألف لاجئ إلى البلاد”.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أنه تمت إعادة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى سوريا، وعن المكان الذي تم نقل اللاجئين السوريين إليه، قال كايا: “نتيجة الخدمات التي وفرناها للشمال السوري، عاد ما يزيد على 500 ألف سوري إلى بلادهم طوعياً وبأمان”، موضحاً أن “عدد سكان مدينة جرابلس شمالي سوريا بلغ مئات الآلاف بسبب العودة الطوعية الناجمة عن الخدمات التي نقدمها هناك”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي وقتٍ تصرّ فيه واشنطن على أنّ الظروف في سوريا اليوم لا تسمح بعودة منظمّة للاجئين السوريين في نطاق واسع إلى بلادهم، فإنها لا تُعارض العودة الطوعية الفردية إذ كانت آمنة وكريمة ومستدامة ومنسقة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في 3 آب الجاري، أنّ “خطة تركيا بإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائلها لا تندرج ضمن إطار التغيير الديموغرافي”.
من جهته، تطرّق الرئيس بشار الأسد إلى ملف اللاجئين السوريين في اللقاء الأخير الذي أجراه مع قناة “سكاي نيوز” عربية، إذ أكد أنه “خلال السنوات الماضية عاد إلى سوريا أقل من نصف مليون بقليل ولم يسجن أي شخص من بينهم، لماذا توقفت هذه العودة، توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب”.
وأوضح الرئيس الأسد أن “البنى التحتية المدمرة التي دمرها الإرهاب وهذا ما يقوله معظم اللاجئين الذين نتواصل معهم، يرغبون بالعودة ولكن يقولون كيف نحيا كيف نعيش؟”.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية لتأمين هذه العودة، قال الرئيس الأسد: “بالنسبة لنا في سوريا أصدرنا قانون عفو عن كل من تورط بالأحداث في السنوات الماضية، طبعاً ما عدا الجرائم المثبتة التي فيها حقوق خاصة حقوق الدم كما تُسمى”، مضيفاً: “الآن هناك حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأنا نناقش معهم بشكل عملي مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، فهناك عمل بهذا الإطار”.
يشار إلى أنّ وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو أكّد في أيّار الفائت، في مقابلة مع قناة “NTV” التركيّة، أنّ “أنقرة تسعى إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية أيضاً عودة آمنة، وليس فقط إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري”، لافتاً إلى أن “هذا الموضوع بحثه مع الحكومة السورية في إطار المسار الرباعي الذي يضم روسيا وإيران أيضاً”.
أثر برس