تعتبر مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد واحدةً من أقدم المباريات في تاريخ كرة القدم، حيث تمتلئ بالكثير من مشاعر الكراهية والبغض بين جماهير الفريقين، ويعود ذلك لعدة أسباب اقتصادية واجتماعية ورياضية.
وتجري مباراة ليفربول ومانشستر اليوم الأحد عند الساعة 6.30 بتوقيت دمشق ضمن الجولة الـ 23 من الدوري الإنكليزي الممتاز.
وفي أغلب الدوريات هناك دائماً فريقان لا يمكن أن يتحابّا، وفي إنكلترا هناك ليفربول ومانشستر يونايتد في مباراة أصبح من عناوينها “ديربي الكراهية” وهو “ديربي شمال غرب إنكلترا”، حيث يختصر هذا العنوان كل المشاعر الممتزجة في المدرجات وفوق أرضية الملعب وخارجه في تصريحات المدربين واللاعبين وردات أفعال الجماهير.
حرب الاقتصاد… بداية الصراع
المنافسة لم تبدأ في ميادين كرة القدم بل كانت قبل شيوع كرة القدم وتحولها إلى الرياضة الأهم في إنكلترا، في القرن التاسع عشر كانت مدينة مانشستر من أكثر المدن استعمالاً للقطن فيما كان الميناء الأقرب إليها في مدينة ليفربول، وكانت الأخيرة هي مصدر المواد الأولية حيث فرض المعنيون رسوماً عالية على الاستيراد، الأمر الذي أزعج المسؤولين في مدينة مانشستر ودفعهم إلى تشييد قناة تخوّلهم استيراد البضائع بشكل مباشر من مدينة سالفورد، فقاموا بحفر قناةٍ ملاحية جنوب ليفربول، بحيث تبحر فيها السفن إلى مانشستر مباشرة من دون الحاجة إلى التوقف في ليفربول.
حفر القناة كان بوابةً لبداية التنافس على أهم مركز اقتصادي وصناعي في غرب المملكة المتحدة، هذه القناة أدّت إلى خلل اجتماعي وكانت نتائج حفرها سلبية على مدينة ليفربول.
بعد هذه الحادثة بثلاثة أشهر في العام 1894 كان اللقاء الأول الذي جمع الفريقين، لتمتزج العداوة السابقة مع الرياضة، ولا سيما أن المباراة كانت الفاصلة في تحديد مصير هبوط اليونايتد (اسمه القديم نيوتن هيث) إلى دوري الدرجة الثانية، انتصر “الريدز” 2-0 وهبط اليونايتد.
“الديربي” يُلعب تحت ضوء الشمس!
قليلة هي المرات التي تُقام فيها مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد ليلاً فدائماً ما تُخاضُ خلال النهار وذلك لتفادي أعمال الشغب بين مجموعات “الهولغناز” و”الكوبتيز”، وهذه واحدة من الدلالات على مدى العداء، إضافة إلى العديد من المؤشرات التي تدل على ذلك ومنها أنه لم ينتقل أي لاعب بشكل مباشر بينهما سوى 9 مرات فقط، كان آخرها عام 1964، وفي 2008 منع اليونايتد الأرجنتيني غابرييل هاينزه من الانتقال إلى “الريدز”.
الحقيقة المؤلمة لمانشستر… ليفربول عاد!
الأمور تغيّرت مع قدوم يورغن كلوب إلى ليفربول، تحوّل “الريدز” من فريق تستمتع بجمهوره فقط في السنوات الأخيرة إلى واحد من أقوى أندية كرة القدم في العالم، نجح الألماني في تطوير ليفربول و”تفجير” قدرات لاعبيه الذين أصبحوا من بين الأفضل في العالم اليوم، لا على الصعيد الفردي ربما إنما كمجموعة متلاحمة.
ويتصدر ليفربول الدوري الإنكليزي بـ 61 نقطة من دون التعرض لأي خسارة بل حقق الانتصار في كل مبارياته إلّا مباراته أمام مانشستر ذهاباً والتي انتهت بالتعادل، ومن هنا يمكن التأكيد أن “الديربي” ليس مرتبطاً بمستوى الفريقين إنما بالروح الموجودة فيه.
في الجهة المقابلة، يتخبّط مانشستر منذ رحيل السير أليكس، لا استمرارية ولا ثبات على الدكة في قائمة المدربين، حتى جوزيه مورينيو الذي حقق 4 ألقاب معهم جرت إقالته.
ويتولى القيادة اليوم النرويجي أولي غونار سولسكاير الذي كسب ثقة الإدارة رغم عدم الاستقرار في النتائج. وشهدت نتائج اليونايتد تحسناً في الفترة الأخيرة إذ استطاع الوصول إلى المركز الخامس المؤهل للدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” حيث فاز بثلاثٍ من آخر 5 مباريات لعبها.