علّق مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا سفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف، على التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها دمشق، مؤكداً أن الأمور تسير باتجاه أكثر من “مُرضٍ”، وركز يفيموف في لقاء صحافي على ملفي التقارب العربي- السوري، والتقارب التركي- السوري، إلى جانب الحديث عن مشاريع بلاده في إطار عملية “إعادة الإعمار” في سوريا.
ووسط الحديث عن احتمال إجراء اجتماع للجنة الرباعية بين سوريا وتركيا وروسيا وإيران، في موسكو في حزيران الجاري، والذي من المتوقع أن يجري فيه وضع “خريطة طريق” للتقارب بين الجانبين، أكد يفيموف أنه يجري العمل حالياً على وضع مسودة “خريطة الطريق”، مشيراً إلى أنه “من المقرر أن تجري المناقشة الأولى لنَص هذه الوثيقة في الوقت القريب، وأنا لا أظن أنه ينبغي توقّع أي نتائج اختراق سريعة في هذا الأمر، فمن الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما تمّ تدميره بمدة اثني عشر عاماً، إذ ينتظرنا كثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه ويجب الاعتراف بصراحة أن مواقف الطرفين ما زال بعضها بعيد عن بعض”.
وعن تأثير انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لولاية رئاسية جديدة في مسار التقارب السوري- التركي، قال يفيموف: “إن إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان لمدة رئاسية جديدة يجب أن تكون عاملاً إيجابياً في هذا السياق، وآمل الآن بعد أن اختفى الضغط الانتخابي في الآونة الماضية، أن تكون القيادة التركية قادرة على إيلاء اهتمام أكبر لهذا الاتجاه من سياستها الخارجية”.
وأشار السفير الروسي في سوريا إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن في مسار التقارب السوري- التركي “إيجابية” وقال: “الطريق، بغض النظر عن طوله، يبدأ دائماً بالخطوة الأولى، وغالباً ما تكون هذه الخطوة هي الأكثر صعوبة والأكثر أهمية، وحسب اعتقادي في هذه الحالة أن انتقال سوريا وتركيا إلى اتصالات عامة مباشرة بعد أكثر من عشر سنوات من التجميد التام للعلاقات الثنائية بينهما يُعدُّ بحد ذاته نجاحاً كبيراً، وليس لهاتين الدولتين فقط”، منوّهاً بتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اجتماع وزراء خارجية الدول الأربعة، حيث قال: “إن إطلاق عملية التسوية بين دمشق وأنقرة كان له تأثير إيجابي ملحوظ في الأجواء في الشرق الأوسط ككل”.
وأكد يفيموف، أن هذا المسار أصبح مكوناً مهماً في الاتجاه الأخير نحو تحسين الوضع السياسي في المنطقة، إلى جانب استعادة العلاقات السورية – العربية والتطبيع السعودي – الإيراني.
وعلق يفيموف، على التقارب العربي- السوري بقوله: “أظن أنه بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية التي بذلتها موسكو، فإن مسألة أخرى أدت دوراً كبيراً وهي تغيير مواقف اللاعبين الإقليميين وإدراكهم حقيقة أن سوريا وكما ورَدَ في كلمة الرئيس بشار الأسد في قمة جامعة الدول العربية، هي من جميع النواحي إحدى الدول الرئيسية في العالم العربي فهي حرفياً قَلبُه، وأصبح من الواضح أخيراً لكثيرين أنه من دون علاقات جيدة مع سوريا من المستحيل تحقيق استقرار حقيقي في الشرق الأوسط”.
وحول مشاركة روسيا في عملية “إعادة الإعمار” في سوريا أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، أن مشاريع إعادة الإعمار التي تجريها روسيا في سوريا، يتم تنفيذها بوساطة منظمة الأمم المتحدة.
وحول الأنباء التي أشارت إلى احتمال تقديم قرض إلى سوريا، قال يفيموف: “خصصنا سابقاً قرضاً حكومياً لسوريا، وقد سحبه الجانب السوري بالكامل، لذا فإن موضوع تقديم قرض جديد هو بالفعل مطروح في جدول الأعمال على وجه الخصوص، إذ تَمَتْ مناقشته في الاجتماع الأخير لقادة بلدينا، آملُ أن يتم حَل هذه المسألة التي تُعد مُهمة للغاية وتتطلب دراسة متأنية مع مُراعاة عدد من الظروف المُرافقة لها، إيجابياً”.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي بالتزامن مع جملة من التطورات السياسية التي تشهدها سوريا، ووسط تفعيل عدد من المسارات التي تحتوي على تفاصيل تنتظر الحسم لاستكمالها، سيما فيما يتعلق بمسار التقارب التركي- السوري والانسحاب التركي من سوريا وعودة اللاجئين السوريين إلى البلاد.