أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن بلاده تناقش مع تركيا المشاكل في إمدادات المياه إلى شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن هذه المسألة حساسة وبالغة التعقيد.
وجاء حديث لافرينتييف، خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام الجولة الـ16 من مباحثات أستانة وفي معرض إجابته على سؤال عما إذا كانت التصرفات التركية التي تسببت في الاضطرابات المذكورة في إمدادات المياه والتي يعاني منها أكثر من مليون شخص في محافظة الحسكة تتماشى مع دور أنقرة كدولة ضامنة في “صيغة أستانا” وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة الوضع.
وأشار المبعوث الروسي إلى أن هذه المسألة ملحة وحادة ولديها بعد إنساني، خاصة وأنه يخص أيضاً نحو أربعة ملايين مدني في محافظة حلب، بالإضافة إلى سكان الحسكة الذين يعانون أيضاً من نقص في إمدادات الكهرباء.
وتابع: “هذه المسألة حساسة جداً لكونها مرتبطة بكثير من النواحي، ويصعب الحديث عن الاضطرابات في إمدادات المياه إلى الحسكة دون التطرق إلى النقص في إمدادات الكهرباء من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” إلى محطة ضخ مياه علوك الخاضعة لسيطرة تركيا في ريف بلدة رأس العين”.
في الوقت نفسه، لفت لافرينتييف إلى انخفاض حاد خلال الأشهر الماضية في كميات مياه الفرات التي تصل إلى سوريا من تركيا، تحت المستوى المتفق عليه مسبقا بين دمشق وأنقرة، أي 500 متر مكعب في ثانية.
وحذر الدبلوماسي الروسي من أن هذا الأمر تسبب في ظهور خطر لتعليق عمل سدي تشرين والطبقة في سوريا بما يجلبه ذلك من تداعيات محتملة إلى إمدادات الطاقة إلى مختلف مناطق البلاد.
وتابع: “تطرقنا إلى هذه المسألة في محادثاتنا مع زملائنا الأتراك وهم يتابعونها ويفسرونها بالظروف الكارثية لاسيما داخل تركيا، وأكدوا لنا أن كميات مياه الفرات التي تصل سوريا من تركيا عادت حتى الوقت الحالي إلى الحد الأدنى المتفق عليه، وإذا حصل ذلك في الواقع فإنه يعني أن إمدادات الطاقة ستستأنف على النطاق الكامل في المستقبل القريب”.
يشار إلى تركيا تعمد باستمرار إلى اتخاذ إجراءات تمنع خلالها المياه عن سوريا والعراق، من خلال بناء السدود وقطع المياه المتعمد عن المدنيين، ما تسبب بانخفاض حصص المياه لدى كل من سوريا والعراق الأمر الذي ينافي بنود الاتفاقيات التي سبق أن تم توقيعها بين سوريا وتركيا والعراق سابقاً.