في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية نتيجة العقوبات الأمريكية وخصوصاً “قانون قيصر” الذي من المفترض تطبيقه في منتصف الشهر الجاري، شدد السفير الروسي والمبعوث الخاص للرئيس بوتين في دمشق ألكسندر يفيموف، أن مناصري سياسة العقوبات يعتبرون أنفسهم براغماتيين، وهم في الحقيقة ليسوا سوى أصحاب سذاجة.
وقال يفيموف، خلال كلمة له عبر الفيديو بمناسبة العيد الوطني لجمهورية روسيا الاتحادية: “روسيا وخلال ألف سنة من تاريخها شهدت من الابتلاءات ما هو أكثر حدة من تلك العقوبات، وسورية كذلك صمدت خلال سنوات طويلة من الحرب على الإرهاب، ولذلك من المستحيل تحطيم روسيا وسورية بالإرهاب الاقتصادي، وستفشل هذه المحاولات مثلما فشلت محاولات فرض الإرادة الأجنبية على سورية بقوة السلاح”.
واعتبر المبعوث الخاص للرئيس بوتين في دمشق، أن “الدول التي تعتبر نفسها نموذجاً للإنسانية والأخلاق، أعطت إذناً صماء لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تخفيف العقوبات في ظل جائحة كورونا بل وسارعت للإعلان عن تمديدها أيضاً، وهي ستزيد من هذا الضغط في المستقبل”.
وشدد على أن روسيا لن تترك سورية في هذه الأيام العصيبة، حيث قال: “خلال خمس سنوات لمكافحتنا ضد العدو المشترك، تمكننا من التوصل الى أعلى مستويات الثقة والتفاهم بيننا” مشيراً إلى أن السنة الأخيرة لم تكن استثناءً من ذلك، حيث نجحت الحكومة السورية الشرعية في تحرير المزيد من أراضي الوطن، وتم تحويل العملية السياسية إلى مرحلة تطبيقية مع إطلاق عمل “اللجنة الدستورية”، واستمرت في إعادة إعمار البنية التحتية، كما عاد عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم.
وختم يفيموف كلمته بقوله: “إن الأحداث التي تحصل يومياً في العالم وفي سورية بشكل خاص تثبت أن روسيا وحلفاؤها تقع على الجانب الصحيح للتاريخ، ولكن لا يجوز أن نطمئن ونقف مكتوفي الأيدي، بل على العكس يجب علينا أن نتصرف بمزيد من التركيز والمسؤوليةً، وهذا ليس بالأمر السهل، لكنني على يقين بأننا سننجح”.
يشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من المحاولات لزعزعة العلاقات الروسية-السورية من خلال نشر أخبار كاذبة عن هذه العلاقات عبر خرق موقع وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن الموقع تم خرقه من قبل متطرفين تابعين لتركيا.