خاص|| أثر برس مع نهاية كل عام يكثر الحديث عن التوقعات والأبراج ويزداد اهتمام الناس بمتابعة ومعرفة ما يخبئ لهم العام الجديد.
وتؤكد سمر “طالبة جامعية” أنها تتابع الأبراج من باب التسلية لا أكثر ولا أقل، موضحة لـ “أثر” أن اطلاعها على برجها اليومي يمدها بنوع من الراحة النفسية الناجمة عن المعرفة لما (يمكن) أن يحدث معها خلال يومها.
بدوره، وائل (موظف) فيعزو سبب متابعة بعض الشباب والفتيات للأبراج للظروف التي يعيشونها وللخروج من الحالة النفسية وحالة الضيق التي يمرون بها، متابعاً: “فالجميع لديهم الرغبة في اكتشاف القادم ولو كان عن طريق التسلية فربما تمنحهم الأبراج نوعاً من السعادة لساعات قليلة”.
أما، صباح (ربة منزل) فهي مهووسة بالأبراج لدرجة أنها تصدقها تصديقاً مطلقاً؛ مبينة لـ “أثر” أنها في كل عام تشتري كتب الأبراج مهما غلا سعرها.
وذكرت صباح أنها اشترت هذا العام كتاب الأبراج بـ 75 ألف ل.س؛ الأمر الذي أدى إلى خلاف بينها وبين زوجها الذي وصفها بأنها (فاقدة لعقلها) لأنها تجري وراء هذه “الخرافات وتصدقها”.
من جهته، أبو راشد (صاحب مكتبة في دمشق) أوضح لـ “أثر” أنه يبيع يومياً ما يقارب 6 إلى 7 كتب عن الأبراج ومعظم من يشتريها فتيات.
وعن أسعار هذه الكتب، قال أبو راشد: “تبدأ من 35 ألفاً ويرتفع سعرها كلما كان المنجم أو عالم الأبراج مشهوراً، فهناك كتب يبلغ سعرها 100 ألف ل.س”.
أيضاً، مروان (صاحب مكتبة) أشار إلى أنه من حوالي الشهر ارتفعت نسبة مبيعات كتب الأبراج والحظ حوالي 35% والنسبة في ارتفاع؛ متابعاً لـ “أثر”: “منذ فترة دخل إلى المكتبة أربع فتيات كانوا قد اشتركوا في شراء كتاب الأبراج الذي بلغ سعره 100 ألف حيث اتفقوا على قراءته دورياً”.
ـ رأي الشريعة
أوضح الأستاذ المساعد في كلية الشريعة بجامعة دمشق د. محمد خلف لـ”أثر” أن أخذ الصفات المبنية على تاريخ مولد كل إنسان بتحديد البرج الذي ينتمي إليه هو “قول بلا علم”، مضيفاً لـ “أثر”: “هذه الصفات المأخوذة من الأبراج متفرعة عن علم التنجيم وهو نوع من الكهانة المحرمة التي فيها ادعاء لعلم الغيب والقول على الله بغير علم”.
وتابع خلف لـ “أثر”: “الأبراج ليست مبنية على علم أو عادة أو استقراء حتى يقال بجوازها، وعليه فلا يجوز النظر فيها أو تصديقها، ومن الواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه”، مضيفاً: “سماع برامج الأبراج أمر محرم كقراءتها تماماً، وهو من المنكرات التي حذرت منها الشريعة، ولو كان ذلك للتسلية دون تصديق، فإنه مثل سؤال الكهنة والعرافين..”.
وبحسب خلف فإن ما ينشر في الصحف من الطوالع والحظوظ يطلق عليه اسم “التنجيم”، متابعاً لـ “أثر”: “والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك، والمنجمون يزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره، وقد قال العلماء: من صدَّق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، أو أن غير الله يعلم الغيب فهو حرام ومن الكبائر ومن آمن بأنها ظنية ولم يعتقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته”.
وقال خلف لـ “أثر”: “المدبر في الكون هو الله جل وعلا، وهو وحده من يختص بعلم الغيب، فهو سبحانه عنده علم الساعة، وكذلك عنده علم تدبير الكون وتصريفه، لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، وهو الذي يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ويقدر له، إن الله بكل شيء عليم، وأما الظن أو الاعتقاد أن مواليد كل برج لهم صفات معينة فهذا غير صحيح، ففي الساعة الواحدة يولد الآلاف من الناس، وهؤلاء لا يحملون الصفات نفسها، فضلاً عن مواليد اليوم نفسه، و الشهر الواحد، ومما يدل على بطلان ذلك الاعتقاد؛ اختلاف المنجمين أنفسهم في عدد الأبراج، وفي أسمائها، وفي مدتها، وفي دلالتها على طباع الخلق وصفاتهم، ويظهر الاختلاف فيها في ثلاثة أمور: الأمر الأول في أسمائها، حيث تختلف أسماء البروج بين المنجمين اختلافاً بيِّناً، والأمر الثاني، اختلاف أحكامهم في دلالة هذه البروج على طباع الناس بناء على اختلافهم في أسمائهم، إذ إنهم جعلوا طبائع المولود تابعة لطبيعة الحيوان الذي سمِّي باسمه البرج الذي ولد فيه هذا المولود، والأمر الثالث، اختلافهم في المدة التي تجعل لكل برج”.
وشدد خلف على أنه لا يجوز الاعتماد في تحديد صفات الناس على معرفة تاريخ ميلادهم وبرجهم الذي ينتسبون إليه، فكل ذلك من الباطل، مضيفاً: “وهو من تضييع الأوقات في غير فائدة، ومن البناء على أسس غير سليمة، ويُخشى على فاعل ذلك أن يتمادى في ذلك حتى يعتقد تأثير تلك الأبراج في أهلها، فيقع في المحرمات”.
دينا عبد