تستمر الخلافات بين متزعمي “جبهة النصرة” التي تتسبب بانشقاق العديد منهم، حيث ظهرت هذه الخلافات بوضوح منذ أن تمكنت القوات السورية من استعادة ريف حماة الشمالي والعديد من المناطق الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي.
وأكدت صحيفة “عنب بلدي” المعارضة أن “جبهة النصرة” تعيش انقساماً داخلياً كبيراً، حيث نقلت عن أحد متزعميها المدعو “أبو العبد أشداء” تسجيلًا مصورًا تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي فيها والأخطاء الكبيرة التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها.
وشدد القيادي على أن “النصرة” فقدت حاضنتها الشعبية بين المدنيين والمسلحين في صفوفها، على خلفية تحكم قادة معينين بمصيرها وفي الأمور التنظيمية والإداري، مضيفاً أن المسلحين لا يتلقون رواتبهم ومنحهم الشهرية.
وقال أشداء في المقطع المصور الذي نشرته قناة موقع الاعلامي أحمد رحال التابع لـ”النصرة” الذي سارع لحذف الفيديو بعد ساعات: “بالرغم من التطور بعمل الهيئة إلا أنها لم تستطع التخلص من الاتفاقيات السياسية و التبيعة للداعم حيث تم الانسحاب من مناطق شرق السكة و حديثاً من مناطق ريف حماه الشمالي بطلب من الداعم”، مضيفاً أن “النصرة لم تعد مشروع أمة أو جماعة أو تيار بل استبد بها أشخاص حولوها لحقل تجارب شخصية و من ينتقدهم يتم تسفيهه و تخوينه و تهميشه و إهمال القيادة للتحصين و التدشيم و التطوير العسكري و لم ينفق على ذلك إلا القليل بالرغم من الإيرادات الكبيرة للنصرة”.
كما كشف المتزعم في “النصرة” أنه يتم باستمرار تهميش الكفاءات و الخبرات، حيث قال: “خرج منها العديد من الشرعيين و الفصائل مثل حراس الدين و أنصار التوحيد و الشرعيين كالمحيسني و أبو يقظان المصري و غيرهم و طريقتهم في إدارة الشكاوي هي الكرسي الدوار كتعيين مسؤول المعابر بدل مسؤول الاقتصادية و بالعكس و يتم تعيين أقربائهم و أصدقائهم في أكثر من عشرة مناصب في النصرة أما عن الأنصار و المقاتلين فقد بدأ عدد المناصرين بالتناقص و خاصة بين أهل المناطق التي تسيطر عليها النصرة بات معظم مقاتليها هم من المناطق المهجرة كالغوطة الشرقية و حلب و حمص و درعا و هؤلاء و التي أصبح معظمهم بين قتيل جريح و فقير”.
ويتزامن كشف “أبو العبد أشداء” بالتزامن مع انتشار أنباء تفيد باحتمال حل “النصرة” وجناحها السياسي “حكومة الإنقاذ”.
وتحدث “أبو العبد أشداء” عن الفساد الأمني الذي حل بـ”النصرة” مشيراً إلى أنه تم تفعيل كتابة التقارير و تصنيف المسلحين من يتبع اتباع أعمى و من يجادل و يناقش و تم تهميش العديد من المسلحين و حتى إخراج البعض منهم من الجبهات بسبب التقارير.
ووفقاً لمصادر “عنب بلدي” فإنه منذ المتغيرات الأخيرة التي شهدتها إدلب، زادت الخلافات داخل “النصرة” لدرجة كبيرة، إضافة على عداء بعض الفصائل لـ”النصرة”.
في السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام معارضة عن متزعم “النصرة” المدعو أبو محمد الجولاني تبريره للتغييرات الميدانية التي حصلت في إدلب لافتاً إلى أن القوات السورية استخدموا أساليب جديدة في القتال إضافة على استخدامهم لأسلحة متطورة.
ويأتي الحديث عن الخلافات داخل “النصرة” وتبريرات الجولاني بالتزامن مع الإعلان عن خروج العديد من المدنيين في إدلب بالمظاهرات التي يناشدون خلالها بخروج الجولاني و”النصرة” من مناطقهم.
في السياق ذاته، تستمر “النصرة” بالاعتداء على المدنيين وانتهاك حقوقهم، لأسباب مجهولة.