رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أمس الأربعاء، بياناً صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
ونقلت وكالة “فرانس 24” عن دبلوماسيين أن “الولايات المتحدة، بدعم من فرنسا وبريطانيا، أبلغت بقية الدول بالمجلس بأن العديد من الحقائق بشأن ما حدث الاثنين في دمشق لا تزال غير واضحة، ولم يكن هناك توافق في الآراء بين أعضاء المجلس خلال اجتماع عقد غداة الهجوم”.
وقال نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، في منشور على منصة “x: “هذا بمثابة مثال صارخ للمعايير المزدوجة التي تستخدمها الترويكا الغربية ونهجها تجاه الالتزام بالقانون والنظام في السياق الدولي”.
وتسبب الاعتداء الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، باستشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين أبرزهم “محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي” إذ أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الشهيدين موجودين في سوريا بصفة “مستشار أعلى”.
وبعد هذا الاستهداف أقدمت “إسرائيل” على اتخاذ جملة من الإجراءات، خشية الرد الإيراني، إذ أعلن جيش الاحتلال مساء أمس الأربعاء، استدعاء جنود الاحتياط في سلاح الجو وإلغاء إجازات الطيارين، كما أطلقت الجبهة الداخلية في “إسرائيل” حملة لتهيئة المواطنين لتصعيد كبير في الشمال مع لبنان وسوريا، وفق ما نقله موقع “واللاه” العبري، كما أصدرت “السلطات الإسرائيلية” بعد الاستهداف مباشرة أوامر لبعثاتها الخارجية في العالم بتعزيز الأمن حول مبانيها.
ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن هذا الاستهداف لن يمر من دون رد، وقال في هذا الصدد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري، في مقابلة مع وكالة أنباء “إيلنا”: “إن طهران تتمسك بحقها لتوجية ضربة لإسرائيل في المكان المناسب”.
وأشار كوثري إلى أن “إسرائيل ارتكبت بالهجوم الذي تعرضت له القنصلية الإيرانية في سوريا انتهاكاً واضحاً لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1961، وهو عبارة عن غزو لأرض ما” مشيراً إلى أن بلاده لها الحق بالرد في المكان والزمان المناسبين.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف: “سنشهد قريباً ضربات أكثر فتكاً ضد إسرائيل وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها”، مشيراً إلى أن جميع المسؤولين أعلنوا قبل أيام، أن الانتقام لشهداء القنصلية الإيرانية في سوريا مؤكد”، وفق ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وتشير طهران إلى أن واشنطن تتحمل مسؤولية هذا التصعيد، إذ أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في بيان صادر عن الخارجية الإيرانية في أعقاب اتصال هاتفي بين عبداللهيان والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الولايات المتحدة “تتحمل كامل المسؤولية عن تصعيد التوتر” في المنطقة على خلفية دعمها للكيان الإسرائيلي.
وبعد الاستهداف بساعات أكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أن المدير العام لشؤون أمريكا في وزارة الخارجية استدعى، فجر اليوم الثلاثاء، مسؤول السفارة السويسرية بصفته “راعي المصالح الأمريكي” وقال: “في هذا الاستدعاء تم توضيح أبعاد الهجوم الإرهابي وجريمة الكيان الإسرائيلي وتأكيد مسؤولية الحكومة الأمريكية”، مضيفاً أنه “تم إرسال رسالة مهمة إلى الحكومة الأمريكية باعتبارها داعماً للكيان الصهيوني، يجب أن تتحمل أمريكا المسؤولية”.
بدورها، أكدت واشنطن أنها لم تكن على علم بالاستهداف “الإسرائيلي” إلى قبل تنفيذه بدقائق، وتعقيباً على هذا التصريح قال وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني: “اطّلاع واشنطن المسبق على نية إسرائيل تنفيذ اعتدائها أو عدم اطّلاعها لا يؤثر على مسؤوليتها المباشرة تجاه هذه الجريمة”.
يشار إلى أن الاعتداء الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية حصل في الأول من نيسان الجاري، وأكدت الدفاع السورية أن الاعتداء الجوي كان من اتجاه الجولان السوري المحتل.