أثر برس

مجموعة القرى العطشى في طرطوس تستغيث.. والحلول الإسعافية على طاولة الموارد المائية ومياه الشرب

by Athr Press G

خاص || أثر برس معاناة قديمة جديدة، لأهالي القرى الواقعة في شمال شرقي محافظة طرطوس، والتي تُعرف باسم مجموعة القرى العطشى لأنها لا تتغذى بمياه الشرب سوى مرة واحدة لمدة ساعتين كل ثلاثة أسابيع، وتضم هذه المجموعة كل من (الطواحين، حدادة، رام ترزة، شمسين، باب النور، جارة الوادي، نواطيف، عين حسان الحاطرية، بدوقة، التناخة، الدي).

ويقول عدد من أهالي بلدة الطواحين لـ “أثر”: “لا يتم ضخ مياه الشرب إلى البلدة والقرى والمزارع المحيطة بنا سوى ساعتين كل ثلاثة أسابيع تقريباً، وهذه الكمية لا تكاد تكفي للشرب”، مضيفين: “واقع الحال الذي يجعلنا مجبرين على شراء المياه من الصهاريج بمقاسات ووسائط نقل متنوعة، حيث تصل تكلفة نقلة المياه بالصهريج سعة 20 برميلاً إلى 35 ألف ليرة من نبع حيالين إلى القرية”.

وأشار الأهالي إلى أن واقع المياه سيئ للغاية بالرغم من وجود نبع أو مسيل شتوي غزير في كل قرية تقريباً، مدللين بوجود نبع الفوارة في بلدة الطواحين وهو مسيل شتوي غزير، وتمت دراسة إمكانية إنشاء سدات على مجرى هذا المسيل خلال السنوات الماضية من قبل مديرية الموارد المائية، لكن لم يتم تنفيذ أي شيء من الدراسة على أرض الواقع حتى تاريخه.

وتابع الأهالي: “المطلوب اليوم هو التوسع ببناء سدات مائية تخفف الضغط عن مياه الشرب لاستخدامها في المساحات المزروعة، فهذه السدات يمكن الاعتماد عليها لتخزين مياه الأمطار لحين الانتهاء من مشروع خط الجر الثالث، الذي سيحل المشكلة بشكل جذري عند تنفيذه من قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب”.

بدوره، قال مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس محمد محرز لـ “أثر”: “قمنا بإجراء دراسة حول إنشاء خزانات بيتونية لتكون حلاً بديلاً عن إنشاء سدات مائية بسبب تكلفتها الباهظة”، مشيراً إلى أن إنشاء الخزانات أسرع، وأقل تكلفة من السدّات، كما أنها تحقق انتشاراً جغرافياً أكبر، وتخدّم أكبر عدد ممكن من الأهالي.

وبيّن محرز أن سعة الخزانات تختلف حسب مساحة الأرض التي سيتم إنشاء الخزان عليها.

من جهته، قال مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في طرطوس المهندس عيسى حمدان لـ “أثر”: “مجموعة القرى المذكورة والتي يصل عددها إلى حوالي 20-24 قرية ومزرعة، تتغذى بالمياه من خط الجر الأول والثاني، وتشرب على التسلسل من خط جر واحد من الخزان الموجود في جبل المولى حسن بالقدموس، وبسبب وقوعها على خط واحد قطره صغير ولا توجد فيه غزارة كافية، فإن تلك القرى تشرب بالتسلسل ولا تتغذى بالمياه إلا مرة واحدة كل 16-20 يوماً”.

وأشار حمدان إلى وجود دراسة قديمة لمشروع خط الجر الثالث، والذي من شأنه تغذية جزء كبير من هذا المحور، خاصة فيما يتعلق بالقرى الواقعة في آخر خط المحور، ما يخفف الضغط على القرى الواقعة ببداية المحور في الريف الشمالي للقدموس، بالإضافة لخط الضخ الثالث الذي يغذي مجموعة القرى التي تتغذى من خط نعمو شرقي بانياس والقرى الواقعة في نهاية خط نعمو والقرى الواقعة نهاية خط القدموس، مؤكداً أن هذا الخط ضروري ويقدم قفزة نوعية ويعطي قيمة مضاعفة للأهالي الموجودين في المنطقتين المذكورتين.

واستدرك حمدان: “إلا أن تكلفة هذا المشروع مرتفعة، حيث تبلغ 30 مليار ل.س، ويقوم المحافظ صفوان أبو سعدى بدعمنا في هذا المجال والقيام بمراسلات مع الجهات الأعلى للحصول على الدعم في هذا المجال.

وأضاف حمدان: “نعمل حالياً على مشروع آخر أقل تكلفة وهو إيصال المياه إلى محور القرى المذكورة غير الخط المباشر بين خزان المولى حسن ومنتصف المحور، الأمر الذي يحل مشكلة الدور والتغذية بالمياه بنسبة 50%”، مشيراً إلى تنفيذه على مراحل، حيث سيتم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بتنفيذ خط مباشر إلى قريتي الطواحين والحاطرية، ما يجعل القريتين تتغذّيان بالمياه على اليوم الثامن أو التاسع، الأمر الذي بدوره يخفف الضغط عن القرى الأخرى، مؤكداً أنه خلال العام القادم يتم تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الذي تصل تكلفته الإجمالية إلى ما يقارب 3 مليار ل.س.

طرطوس – صفاء علي

 

اقرأ أيضاً