أعلن الجناح العسكري لحركة حماس “كتائب القسام” صباح اليوم الثلاثاء أن مقاتليه خاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في محور جنوبي غزة.
وقالت كتائب القسام: “إن مجاهدينا اشتبكوا مع قوات الاحتلال المتوغلة، واستهدفوا 4 آليات بقذائف الياسين 105 والعبوات الناسفة”.
وتبنت استهداف دبابة وجرافة “إسرائيليتين” في محور شمال غربي غزة بقذيفتي “الياسين 105”.
وبالتزامن مع هذه الاشتباكات، أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف التحشدات العسكرية في أحراش “صوفا” شرقي رفح في جنوبي قطاع غزة برشقة صاروخية..
الكيان الإسرائيلي خفّض سقف أهدافه
في أيام التصعيد الأولى في فلسطين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نيته لشن عملية برية شاملة في غزة، مؤكداً أن العملية ستكون في غضون أيام قليلة، وبعد أيام أعلن تأجيل العملية بسبب “ظروف الطقس”، وبعد ذلك بدّل مصطلح “عملية برية في غزة” إلى مصطلح “توغّل بري محدود”.
وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة “الفاينانشال تايمز” في مقال لها إلى أن “حجم التوغل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي، في الأيام الماضية، يشير إلى تراجع قادة الاحتلال عن طموحهم في القضاء كلياً على حركة حماس، والاستعاضة عنه بإضعاف بنيتها وتصفية قادتها، لتجنب تداعيات فتح جبهة جديدة شمالاً مع حزب الله اللبناني.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين سابقين وحاليين يرون التراجع الظاهر للاحتلال عن تنفيذ اجتياح بري واسع النطاق لغزة، يشير إلى “وجود خليط معقد من العوامل المتداخلة”، أهمها أن الاحتلال الإسرائيلي يريد استغلال تفوقه في القوة النارية على حماس لأقصى درجة، وتقليل الخسائر البشرية في صفوفه، مع محاولة تفادي جلب أطراف أخرى للحرب.
ولفتت الصحيفة إلى التجهيزات التي أجرتها “حماس”، مشيرة إلى أن “المواجهات ستكون حامية في غزة، بما أن حماس تدربت على القتال داخل المدن وأنشأت شبكة ضخمة من الأنفاق، تسمح لمقاتليها بالتنقل ونقل الأسلحة من دون رصدهم، فضلاً عن ترسانتها من الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات”.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن دبلوماسي غربي قوله: “يبدو أن طموحهم ما دون إنهاء وجود في غزة، يبدو أنهم استعاضوا عن ذلك بالرغبة في ضرب البنية العسكرية لحماس وقتل القيادات”، مضيفاً: “لكن الجواب الحقيقي هو أنهم لم يحددوا بعد ما هو هدفهم النهائي، ربما لأنهم لم يضعوه بعد”.
عملية مُحاطة بالتعقيدات والانتقادات
أكد الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي “إيال حالوتا” أن “الشيء الأكثر سوءاً من ميدان المعركة داخل المدن هو ميدان المعركة في أنقاض المدن، هناك أماكن عدة يستطيعون الاختباء فيها وتنفيذ مداهمات مباغتة”.
في حين انتقد تقريراً نشرته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية “التخطيط الإسرائيلي” لهذه العملية، مشيرة إلى أن “الهجوم البري الإسرائيلي لغزة” لا يراعي حل ملف عشرات المحتجزين لدى المقاومة في غزة، خلافاً للتعهدات الإسرائيلية.
وتؤكد التقديرات أن الكيان الإسرائيلي، حتى اليوم وعلى الرغم من عمليات القصف العنيف التي ينفذها على مدن قطاع غزة، لم يتمكن من تحقيق أي إنجاز عسكري، وقال في هذا السياق رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري: “قصف غزة جوياً لا يعني أي تفوق عسكري بل يدل على هزيمة الصهاينة”.
يشار إلى أن عمليات القصف “الإسرائيلي” مستمرة في قطاع غزة، واستهدفت مساء أمس الاثنين محيط مشفى الشفاء في القطاع، وأكدت وزارة الصحة في غزة مساء أمس الاثنين أن عدد شهداء القصف الإسرائيلي وصل إلى 8306 شهداء بينهم 3457 طفلاً، إلى جانب وجود 1950 بلاغاً عن مفقودين تحت الأنقاض بينهم 1050 طفلاً، مضيفة أن القصف المستمر أخرج 25 مستشفى عن الخدمة في القطاع واستهدف 25 سيارة إسعاف.