تنشط الاجتماعات الأمريكية شرقي سوريا بين “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” وتركيا، في ظل تأكيد الأخيرة على نيتها بشن عملية عسكرية شمالي سوريا ضد “قسد”.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأن السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، زار تركيا، ومن بَعدها توجَّه إلى العراق وسوريا، حيث أعلن عن مبادرة للحوار بين أنقرة و”قسد“، بما يُحقّق مصالح الطرفَين، ويمنع حصول عملية عسكرية تركية جديدة في المنطقة.
وحول تفاصيل اللقاء، أفادت صحيفة “فوكس نيوز” الأمريكية بأن غراهام رأي أن “المشكلة في شمال شرقيّ سوريا تُقسَم إلى قسمَين: الأوّل مخاوف الأمن القومي المشروعة لتركيا حليفة الولايات المتحدة في الناتو، والثاني متعلّق بقسد”، معتبراً أنه “من الضروري أن تعترف واشنطن بمخاوف أنقرة، وأن تُنشئ مناطق عازلة للعناصر التي تَعتبرها الأخيرة جماعات إرهابية، وأن تستمرّ في الوقت نفسه في دعم قسد”، واعتبر غراهام أن “الحلّ الأكثر قابلية للتطبيق هو تطوير علاقة تجارية بين الحكومة التركية وسكّان شمال شرقيّ سوريا”، مبيّناً أن “هناك حقول نفط في تلك المنطقة يمكّنها مع المزيد من الاستثمار، إنتاج كمّيات أكبر من النفط، وهو ما يعود بالفائدة على كلّ من سوق النفط العالمية واقتصاديات شمال شرقيّ سوريا وتركيا”.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصدر من “الإدارة الذاتية” رفض الكشف عن هويته أن السيناتور الأمريكي “غراهام، يحاول عقد اجتماع في إقليم كردستان العراق، يضم قياديين من قسد والجانب التركي، لترتيب أوراق شمال وشرق سوريا بعيداً عن روسيا وإيران”، معتبراً أن “المنطقة حتى اللحظة لا تزال بحالة حرب بانتظار نتائج جولة السيناتور الأمريكي.
وأضاف المصدر أن وفداً بريطانياً بقيادة قائد القوات البريطانية في سوريا زار مدينة عين العرب، في سياق المحاولات لتهدئة الأوضاع في الشمال السوري.
وفي سياق متصل، جددت أنقرة تأكيدها على نيتها لشن عملية عسكرية شمالي سوريا، حيث قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الأحد: “إن أنقرة لن تتخلى عن العملية العسكرية المخطط لها في شمالي سوريا، ولن تؤجلها” وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت تركيا قد تلقت نصيحة في قمة حلف شمال الأطلسي بمدريد بتجنب أو تأجيل العملية العسكرية المخطط لها في شمالي سوريا، قال أكار: “في الاجتماعات الثنائية التي أجريناها على هامش قمة الناتو في مدريد، لم يتم التطرق إلى هذا الأمر”.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد سابقاً أن بلاده تنوي شن عملية عسكرية تركية شمالي سوريا، لكن لا داعٍ للاستعجال والتسرع.