تستمر اليوم عمليات إطلاق سراح المختطفين وإخراج مقاتلي “جيش الإسلام” من مدينة دوما، أكبر مدن الريف الدمشقي، وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل يومين.
صحيفة “الوطن” أفادت بأن 13 حافلة تقل عشرات المقاتلين وعائلاتهم، تم تجهيزها وإخراجها من من دوما عبر معبر الوافدين، تمهيداً لنقلهم إلى الشمال السوري.
تزامن ذلك مع إطلاق سراح الدفعة الأولى من المختطفين المحتجزين لدى “جيش الإسلام”، حيث وصلت إحدى الحافلات مساء أمس إلى صالة الفيحاء الرياضية، التي خصصت مركزاً رئيسياً لاستقبال المختطفين.
لحظات فرح رصدها مراسل شبكة أثر الذي كان حاضراً خلال استقبال المختطفين، طفل احتضن والدته المخطوفة منذ 4 سنوات، فيما ركض رجل باتجاه زوجته المغيبة منذ سنتين، وسط حالة من الشوق الممزوج بلهفة اللقاء.
بمقابل اللحظات المذكورة، حالة من خيبة الأمل رُسمت على وجوه بعض الحاضرين، ممن أتوا لانتظار أبنائهم المختطفين، علهم يكونوا ضمن الدفعة الأولى، إلّا أن القدر لم يأذن لهم بعد بلقاء ذويهم.
والدة أحد العسكريين المختطفين جلست وحدها على كُرسي خشبي في بهو الصالة، رصدت المختطفين واحداً تلو الآخر، حاملة بيدها صورة ابنها، تنظر في وجه الخارجين من دوما، سائلة إياهم بلهجتها المحلية: “شفتولي ابني، حدا بيعرف عنو شي؟”.
عدرا العمالية، هي أكثر المناطق التي ارتبط اسمها باسم “سجن التوبة” التابع لـ “جيش الإسلام”، ولا سيما أن المقاتلين الذين هاجموها قبل 4 أعوام، خطفوا منها مئات المدنيين، جلّهم من الأطفال والنساء، وتم اقتيادهم حينها إلى مدينة دوما.
“سجن التوبة”، ليس مقراً أو هيئة أو تجمع، وإنما هو مصطلح رائج يمثل كافة المقرات التي يتم فيها عادة احتجاز المخطوفين –مدنيين وعسكريين- في مدينة دوما.
وكان “جيش الإسلام” وافق على بنود الاتفاق القاضي بإخراجه نحو الشمال السوري، مقابل إطلاقه لسراح كافة المختطفين، وتسليم سلاحه الثقيل للدولة السورية.