على الرغم من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته الأخيرة بأنه يقوم بعملياته العسكرية من دون إذن روسيا وأمريكا، فإن المحللين الأتراك شككوا في قوله، في وقت أجمع فيه آخرون على حاجة تركيا إلى التعاون مع الدولة السوريّة.
وفي هذا الصدد، أكد محللون أتراك على أن “الغارات التركية الأخيرة على سوريا والعراق حازت موافقة روسيا وأمريكا مسبقاً، وتساءل الكاتب التركي عاكف باقي في صحيفة “قرار”: “هل كان بوتين وبايدن على علم بقرار العملية؟”، ليجيب بأن “نَفي أردوغان لا يلغي الحقيقة”، بحسب مانقلته جريدة “الأخبار” اللبنانية.
مضيفاً: “لقد قال إنه لا يتحرّك بإذن من أحد، وإن روسيا وأميركا تعرفان أنه يمكن في أيّ لحظة أن نقوم بعمليات هنا.. ولكن هل بإمكان أردوغان أن يَستخدم المجال الجوّي الروسي من دون إذن روسيا؟ هل ضَرب من دون إبلاغ أميركا التي حذّرت قبل يومَين من العملية من احتمال قيام تركيا بهجوم؟ الجواب أن العملية لم تكن فجائية، وقد جرى الإبلاغ عنها بالطرق الدبلوماسية”.
واستشهد باقي لتأكيد عِلم واشنطن وموسكو المسبَق بالضربات، بقول أردوغان: “لقد أقمنا علاقات دبلوماسية مع الدول التي لها وجود هنا، واتّخذنا خطواتنا بناءً على ذلك، وسيستمرّ ذلك”، متابعاً: “ لذا، إن تهديد الرئيس التركي بعملية (ذات ليلة فجأة) لا معنى له”.
وفي سياق الدعوات التركيّة السياسيّة من أجل التنسيق مع الدولة السوريّة، رأى الجنرال المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية نجات إيسلين، في حديث إلى صحيفة “جمهورييات”، أن “الضربات الجوّية تُضعف معنويات الإرهابيين، ولكن إذا لم تضمن الأمن كاملاً على الحدود وتُوقِف الفوضى في سوريا وتحلّ مشكلة اللاجئين، فإن تهديد الإرهابيين للأراضي التركية لن يتوقّف”.
ووفقاً للجنرال العسكري فإن “المصلحة الأولى لتركيا هي في استقرار سوريا، إذ أن تركيا تَدفع طوعاً فاتورة ثقيلة لسياسة خارجية محورها الإخوان المسلمين”، مضيفاً: “إن الفوضى في سوريا أنتجت عدداً كبيراً من الإرهابيين، وهؤلاء لا يمكن وقْفهم بالغارات الجوية فقط”.
من جهته، أشار اللواء المتقاعد أحمد ياووز، إلى أنه “مهما فعلت تركيا، فإن الخطر على الحدود السورية سيتواصل، ذلك أن وقف الخطر مرتبط بتقوية الدولة السورية سيطرتها على أراضيها”.
وقال: “إنّه مع استمرار وجود قوات حماية الشعب الكردية وفصائل أنقرة وهيئة تحرير الشام، فإن المخاطر ستبقى قائمة، لذا، لا مفرّ من التعاون مع الدولة السورية ومن الاتفاق معها”.
يشار إلى أن مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، سبق أن أكد: “قد نكون قريباً أمام خطوات جدية لحدوث تقارب سوري – تركي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الاعتداءات التركية على الأراضي السورية تزامنت مع اجتماع أستانة الحالي وأثرت على سير المباحثات”.
أثر برس