بالرغم من محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لطمأنه الكيان الإسرائيلي بأن انسحاب أمريكا من شمالي سورية لن يؤثر على الوضع الأمني لـ”إسرائيل”، تنتشر حالة الغضب والقلق في الداخل الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة “رأي اليوم” عن البروفيسور إفرايم عِنبار، رئيس “المركز الأورشليمي للأبحاث الاستراتيجيّة” تأكيده على أن قرار الرئيس الأمريكي بإعادة قوات بلاده من شمال سورية إلى الديار استقبل بغضب شديد وبوابل من الانتقاد من اليمين واليسار، لافتًا إلى أنّ الانتقاد الذي رأى فيه خيانةً للأكراد، نبع من الكراهية والاحتقار لترامب أيضاً، على حدّ تعبيره.
وتابع أنّه “من الصعب أنْ نقبل الجهل الذي أبداه منتقدو القرار بشأن جوهر العلاقات الدوليّة، وبالنسبة للسياسة الخارجية والمزاج العام في المجتمع الأمريكي”، مشيراً إلى أن “العلاقات بين الدول منظومة من المساعدة الذاتية، وعلى كل دولة أن تحرص على مصالحها في حماية استقلالها وسيادتها، أمّا وجود الكيانات الصغيرة فهو عرضة للخطر دوماً، والاعتماد على الحلفاء يتبيّن أحياناً كخطأ مصيري وحالة تشيكيا عام 1938 مثال على ذلك”، وفق تعبيره.
وشدد في المقال ذاته على أنه “لا شك بأن سحب القوات الأمريكية من شمال سورية يؤثر على المصالح الإسرائيلية، لكنّ بالمقابل يمكن أن يجعل القرار إسرائيل حليفاً أهّم من الماضي بالنسبة لواشنطن، وهي تحظى بحريّة عملٍ أكبرٍ لتحقيق أهدافها واستخدام القوة”، معتبراً أن على الكيان الإسرائيلي أن يعتمد على مبدأ الاعتماد على النفس دون الوثوق بأي من حلفاءه، مشيراً إلى التقرب السعودي-الإيراني الحاصل.
من ناحيته، رأى الباحث أودي ديكيل من “مركز أبحاث الأمن القوميّ”، التابع لجامعة “تل أبيب”، أنّه بالنسبة لواشنطن ما زالت هناك مصالح بالمنطقة، وبالتالي فإن الانسحاب السريع من سورية يضعف تأثيرها على التطورات الشرق الأوسط، ويقلص مساحة تدّخلها في مواجهة التحدّيات القائمة.
وبالتزامن مع الحديث عن القلق الإسرائيلي من الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري، وطرح العديد من المسؤولين الإسرائيليين سؤال مفاده: من الحليف الآخر الذي ستتخلى عنه أمريكا في الشرق الأوسط؟ زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تل أبيب مؤكداً على أن بلاده لن تتخلى عن “إسرائيل” لكن يبدو أن هذه الزيارة لم تحقق النتائج المطلوبة.