أكد كبير محللي الشؤون العربية في مؤسسة “غيمستون” والمحلل البارز في صحف “ذا ناشيونال إنترست” و”الإيكونومست” مايكل هيرتون أن المملكة السعودية في طريقها للدمار الحقيقي، وأن شعبها سيكتشف الحقيقة قريباً.
ونشر هيرتون مقالاً في صحيفة “ذا أمريكان كونسرفيتف” تحت عنوان “الحقيقة المرة والطريق الصعب”، مشيراً إلى أن السعوديين باتوا قاب قوسين أو أدنى من الوعي لمصيرهم الحقيقي بسبب حرب اليمن، حيث قال: “إن اليمن مقبرة أخرى للإمبراطوريات”، مضيفاً أن “السعوديون سيدمرون أنفسهم قبل أن يدمروا اليمن”.
وقال المحلل الأمريكي في إطار شرحه لهذه الحقائق: “في بداية حرب اليمن، تفاخر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بأن الحرب ستستغرق أسابيع أو ربما بضعة أشهر، بهدف إظهار القوة العسكرية للممملكة ضد الحوثيين، لكن تلك الحرب لم تكن مجرد احتفال للأمير الطموح”.
ولفت هيرتون في مقاله إلى المعارك التي خاضها اليمنيون خلال تاريخهم قائلاً: “لم يدرك المسؤولون السعوديون أن اليمن تصدت للرومان في عام 25 قبل الميلاد، كما لم يفلح معها المصريون في الستينات، وها هي السعودية والإمارات تحاولان كسر القاعدة التي استمرت منذ قرون”.
وشدد في مقاله على أن “الأكاديميون والمحللون والصحفيون يشعرون دوماً بالحيرة من الدوامة البدائية للفوضى في اليمن، لكن الحكمة تقول دوماً إن اللغز اليمني مربك، عصيّ باستمرار على الفهم، فهو لا يوجد نموذج يمني محدد، يمكن أن تسير عليه”.
واعتبر مايكل هيرتون أنه آن الآوان حتى تدرك السعودية أنه حان الوقت المناسب لإنهاء هذه الحرب.
يذكر أن المملكة العربية السعودية تقود “التحالف العربي” الذي يشن حرباً على اليمن، وضعتها تحت العديد من الضغوط الدولية لفك الحصار عن المدنيين، وكان آخرها ما نشرته وسائل الإعلام الخليجية حول التحضير لاحتجاجات في بريطانيا لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحت عنوان “أوقفوا الحرب”، كما طالب زعيم “حزب العمال المعارض” في بريطانيا جيريمي كوربن رئيسة الوزراء البريطانية بإعلان وقف مبيعات السلاح البريطانية للسعودية.
ويضاف إلى ذلك تقارير المنظمات الحقوقية الدولية التي تشير إلى الوضع الإنساني المأساوي الذي يعاني منه المدنييون في اليمن، حيث لفتت منظمة “هيومن رايتس ووتش”إلى أنه يتوجب على ماي ووزير خارجيتها بوريس جونسون خلال زيارة ابن سلمان توجيه رسائل صارمة له، مشددة على أن “ولي العهد السعودي، لا يروج للإصلاح داخل السعودية ولا للسلام في اليمن، على عكس الانطباع الذي يتم الترويج له”.