أكد النائب في البرلمان التركي بلال بيليجي، في مقالة نشرتها صحيفة “ذا هيل” الأمريكية ضرورة النظر إلى الوراء في كيفية وصول الحال “القبيح” إلى ما هو عليه الآن، ومعرفة أين ساءت الأمور بالضبط، محمّلاً الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية تراجع أوضاع البلاد.
ولفت بيليجي، في مقالة نشرتها “ذاهيل” وترجمها موقع قناة “الجزيرة” إلى أن سوريا كانت في يوم من الأيام مهداً لحضارة عزيزة وغنية بتراثها، لكنها الآن أصبحت واحدة من أكثر المعضلات استعصاء على الحل في العالم، مضيفاً أن “سوريا باتت خراباً، وما تزال عرضة لتفجر أعمال العنف فيها بسبب استراتيجية احتواء انتهجتها الإدارات الأمريكية السابقة، والتي أدت إلى صراع مجمد”.
وشدد على ضرورة “النظر إلى الوراء في كيفية وصول الحال القبيح إلى ما هو عليه الآن، ومعرفة أين ساءت الأمور بالضبط”.
وأشار البرلماني التركي إلى أن “الرئيس الأمريكي القادم -أيا كان الفائز في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني المقبل- سيتعين عليه وضع سياسة جديدة في سوريا، إذ تتراكم المؤثرات الخارجية السلبية على الدول المحيطة بوتيرة لا يمكن تحملها”.
وحمّل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية سوء الأوضاع في سوريا، منتقداً موقفها إزاء سوريا، الذي وصفه بأنه يمثل “درساً في الغموض أثار استياء الأطراف الفاعلة في المنطقة”.
وتوقّع بيليجي أن الرئيس الأمريكي المقبل سيتعامل مع الملف السوري بطريقة “مختلفة جداً، على الأقل من الناحية النظرية”.
حديث البرلماني التركي يتزامن مع تعرض سياسة الولايات المتحدة الأمريكية إزاء سوريا لانتقادات عدة من الداخل الأمريكية، سيما بعد “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023، وتعرّض القواعد الأمريكية في سوريا لاستهدافات عدة نفذتها فصائل المقاومة العراقية، وفي هذا الصدد، نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية تقريراً في آذار الفائت دعت فيه إلى وضع سياسة أمريكية واضحة إزاء سوريا وقابلة للتطبيق، مشيرة إلى أنه “من الضروري وجود سياسة واضحة وقابلة للتحقيق، سياسة تحددها أهداف ملموسة وفهم الحقائق التاريخية والثقافية والسياسية في المنطقة”، لافتة إلى ضرورة وجود “تخطيط للاستراتيجية الأمريكية، مع وضع أهداف محددة وجدول زمني لتجنب الالتزام المفتوح”.
كما تشير تقارير وتحليلات أمريكية إلى أن الوجود الأمريكي العسكري في سوريا بات غير مُبرر للداخل الأمريكي، وفي هذا الصدد نقلت مجلة “ريسبونسيل ستيتكرافت” الأمريكية عن المختص في العلاقات الدولية كريم إميل بيطار، قوله: “إن الحجة القائلة إن إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا من شأنه أن يمكّن داعش بطريقة أو بأخرى هي سخيفة للغاية”.
وتابع “يبدو أن أولئك الذين يروجون لهذا النوع من الحجج كانوا يعيشون على كوكب آخر منذ 30 عاماً، الآن هناك الكثير من الأدلة على أنه سواء في العراق أم في سوريا… فإن وجود القوات الأمريكية على الأرض هو في الواقع ما يمكّن هذه الجماعات ويغذي دعايتها”.