أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء تشكيل فرقة عسكرية جديدة بمسمى “لواء ههاريم (لواء الجبل)” للعمل في الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة على طول الحدود مع سوريا ولبنان.
وأوضح جيش الاحتلال في بيانه أنه “بعد تحليل الاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب” تقرر أن يبدأ “لواء ههاريم” أنشطته في الأسابيع المقبلة، موضحاً أنه سيتم استبداله بلواء “حيرمون 810″، وسيكون بقيادة الكولونيل “ليرون أبلمان”.
ويتزامن إنشاء هذا اللواء مع حالة تصعيد ميداني تشهدها الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة، إذ تشهد الحدود اللبنانية اشتباكات مستمرة منذ 7 تشرين الأول بين جيش الاحتلال وحزب الله، وفي هذا الصدد لفتت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن “الفصل الأول من الصراع الحالي بين إسرائيل وحزب الله أظهر أن جيش الدفاع الإسرائيلي خائف إلى حد ما وقلق، ولا يرد إلا على الهجمات الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات، ولكن من دون أي مبادرة مهمة أو محاولة لإعادة تشكيل الحدود الشمالية بطريقة من شأنها أن توفر الأمن للسكان”.
بدورها لفتت مديرة مركز “ألما” العبري للبحوث “ساريت زهافي” إلى أن “حزب الله كسب بالفعل بإجبار إسرائيل على إجلاء عشرات الآلاف من السكان، فقد نزح نحو 60 ألف نسمة كانوا يعيشون في مجتمعات متاخمة للحدود منذ بدء القتال في تشرين الأول، بينما يعدّ أضخم عملية نزوح في تاريخ إسرائيل”، وفق ما نقلته شبكة “BBC” البريطانية.
أما الحدود السورية فيحافظ جيش الاحتلال على حالة التوتر في هذه الجبهة عبر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، وفي هذا السياق نقلت صحيفة “رأي اليوم” عن مصادر مخابراتية غربية، قولها: “إسرائيل وسّعت منذ السابع من تشرين الأول طبيعة الأهداف ومدى عمقها في الأراضي السورية لتشمل معسكرات الجيش السوري في محافظة درعا في الجنوب”.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” مقالاً جاء فيه “يُعتقد أن سوريا تعمل بانتظام لتضخيم فعالية دفاعاتها الجوية ضد الضربات الإسرائيلية، التي استهدفت بشكل متكرر مناطق في جميع أنحاء البلاد كجزء من حملة مستمرة منذ عقد من الزمان”.
وتعقيباً على حالة التصعيد هذه، نشرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية تقريراً أشارت خلاله إلى أن “حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا كانت دوماً مسرحاً لحروب سابقة، بعضها مرتبط مباشرة بالقضية الفلسطينية، واليوم، ما تزال إسرائيل في حالة حرب رسمية مع الجارتين، وقد وصلت الأعمال العدائية الآن إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات نتيجة الحرب في غزة”، لافتة إلى أن “المخاوف تصاعدت بشأن احتمال التصعيد واندلاع الحرب على نطاق واسع في جبهات أخرى”.
ونفّذ الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الجاري عدوانين جويين استهدفا مناطق ريف دمشق الشمالي، وفي 16 آذار الجاري، وذلك بعد استهدافات عدة طالت بنى تحتية كمطاري حلب ودمشق الدوليين، وأبنية سكنية في العاصمة دمشق وحمص، وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، من المهمّ ردع هجمات “إسرائيل” في سوريا، موضحاً أن هناك خططاً وإجراءات عاجلة لذل، وذلك خلال لقائه وزير الدفاع السوري محمود عباس، في العاصمة الإيرانية طهران بتاريخ 16 آذار الجاري.