حذّرت وسائل إعلام أمريكية يوم أمس من تصعيد العمليات العسكرية في الجنوب السوري، حيث أعلنت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن مقاتلي “جبهة النصرة” والفصائل المعارضة الموجودة في محافظات جنوبي سوريا تخطط لإقامة حكم ذاتي برعاية أمريكية.
ونقلت الوكالة الروسية عن مصدرها العسكري الذي لم تكشف عن هويته، قوله: “إن المسلحون يخططون لشن هجوم منسق على القوات السورية في المحافظات الجنوبية”، لافتاً إلى أن “الوضع توتر بشكل خطير خلال الأسابيع الأخيرة، وخلافاً لتصريحات الأمريكيين”، وذلك بالتزامن مع استعادة القوات السورية للسيطرة على عدد من المناطق أبرزها الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وعقد الاتفاقات التي تقضي بخروج الفصائل من مدينة الضمير والقلمون الشرقي، حيث بدأ مقاتلو “جيش الإسلام” اليوم بالخروج من مدينة الضمير باتجاه مدينة جرابلس شمالي سوريا.
وفي السياق ذاته حذّر موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير نشره أول أمس الثلاثاء، من تحول الجنوب السوري إلى منطقة مواجهة جديدة، لافتاً إلى أن القوات السورية وحلفائها تتقدم بشكل ملحوظ باتجاه معبر نصيب على الحدود الأردنية والجولان العربي السوري المحتل مؤكداً أن هذه التطورات تغيّر حسابات الأردن و”إسرائيل”.
ومن جهتها قالت القناة المركزية لقاعدة حميميم أمس عبر قناتها على “تلغرام”: “إنه من المبكر الحديث عن موعد انطلاق العمليات العسكرية في مدينة درعا جنوبي البلاد” لافتة إلى أن “موسكو ستدعم تحرك القوات السورية في عملياتها العسكرية المرتقبة برياً وجوياً في المناطق التي تحتوي على متطرفين جنوبي البلاد”.
وفي 11 آذار الماضي نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تقريراً قالت فيه: “يوجد مؤشرات إعلامية مختلفة على أن فصائل المعارضة السورية المسلحة تخطط لشن هجوم جديد واسع النطاق في محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد”، ونقلت الصحيفة العبرية حينها عن تقرير نشرته وكالة “الأناضول” التركية “هناك تزايد للوجود العسكري عند الحدود الأردنية – السورية في الأسابيع الأخيرة الماضية”، مشيرة إلى أن هذا التزايد جاء على خلفية تزايد انتشار القوات السورية وحلفاءها بالقرب من الجولان المحتل، وفي مدينة البعث وبلدة خان أرنبة بمحافظة القنيطرة، على بعد كيلومتر واحد فقط من مواقع للقوات الإسرائيلية.
وتتزامن هذه الأخبار مع حديث أمريكا عن الخروج من سوريا وتسيلم نقاطها لدول عربية، الأمر الذي لاقى رفضاً من بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي و”إسرائيل”، حيث نشر المسؤولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة تقارير عديدة في صحفهم عبروا من خلالها عن قلقهم من تقدم القوات السورية على مساحات الجنوب السوري وسيطرتها على تلال تطل على الجولان المحتل، كما قال مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أليكس فيشمان في 18 نيسان الجاري تعليقاً على الضربة العسكرية الأخيرة على سوريا: “هكذا عدنا إلى المربّع الأول، وبقيت إسرائيل لوحدها في الساحة”، مما يشير إلى أن هذه الخطوة إن حصلت فستكون تلبية للطلب الإسرائيلي ببقاء التواجد لـ”جبهة النصرة” و”داعش” عند الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة، وإبعاد تواجد القوات السورية وحلفاءها في تلك المنطقة.