أثر برس

مخيم الركبان.. الحياة خارج نطاق التغطية

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس شهد مخيم الركبان ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية بشكل كبير وسط تحكم الفصائل المسلحة المنتشرة فيه المرتبطة بالقوات الأمريكية، بالأسواق والطرق الواصلة إلى المخيم الواقع على الحدود المشتركة مع الأردن وجنوبي شرقي محافظة حمص، وذلك وسط حراك مستمر من قبل فصيل “جيش مغاوير الثورة”، لتجنيد المزيد من شبان المخيم، وقطع الطرقات بوجه المدنيين الراغبين بالعودة إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة.

وتقول مصادر محلية لـ “أثر برس”، إن أسعار المواد الغذائية شهد خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً دون أسباب مقنعة من قبل الجهات المسيطرة على المخيم، حيث وصل سعر ربطة الخبز المصنع من قبل الفرن الوحيد في المخيم إلى 2000 ليرة سورية، فيما ارتفعت أسعار الخضار بمقدار ألف ليرة سورية عن كل صنف، فيما يسوق التجار مبررات من قبيل أن طرقات التهريب باتت مغلقة من قبل الحكومة السورية. وثمّة فرن وحيد داخل المخيم تعود ملكيته لأحد الأشخاص المرتبطين بقائد فصيل “جيش مغاوير الثورة”، حيث يعتبر السكان أن الفرن الذي قد تكون معداته مقدمة من قبل الأمم المتحدة أو جهة مانحة أخرى ووصلت من “معبر التنف”، في أوقات سابقة بتعاون مع القوات الأمريكية ليقوم قائد “المغاوير”، بالسيطرة عليها وإنشاء فرن لحسابه الشخصي لبيع الخبز للسكان بأسعار مرتفعة بعد تأمين الطحين من الداخل الأردني أو من العراق.

وتؤكد معلومات “أثر” أن سعر كيلو الطحين من الأنواع التي لا تصلح للخبز وصل إلى 9500 ليرة سورية خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن كان يباع بسعر 7 آلاف ليرة سورية. وتقول المصادر المحلية التي تواصل معها “أثر برس”، إن الخبز المنتج من قبل الفرن في المخيم غير جيد من حيث النوعية، إذ يتم اعتماد نوعية سيئة من الطحين ودون مراعاة المعايير الصحية في الإنتاج، إذ غالباً ما يوجد فيه حشرات أو بقايا أكياس التعبئة الخاصة بالطحين، إلا أن السكان لا يجدون بديلاً في المنطقة التي يعيشون فيها بمعزل عن بقية المناطق بفعل ممارسات الفصائل المسلحة التي تمنع خروجهم نحو المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.

ورغم اعتبار الركبان أحد أهم طرق تهريب المواشي من خلال العلاقة التجارية التي تجمع “جيش مغاوير الثورة”، بـ “خلايا تنظيم داعش”، التي تنتشر في الأطراف الشمالية المحيطة ببلدة التنف (منطقة الـ 55 كم)، إلا أن المخيم يشهد ارتفاعاً عالياً بأسعار اللحوم تصل إلى 25 ألف ليرة للكيلو الواحد رغم أن اسعار المواشي أقل عن بقية المناطق السورية بما يقارب 35% من أسعار السوق.

كما أكدت مصادر محلية أن أسعار اللحوم مرتفعة لكون التجار يقدمون على التهريب نحو الأسواق الأردنية والعراقية مع اشتداد تأثير موجة الجفاف التي تعيشها المنطقة، والتي أدت إلى ارتفاع كيلو الشعير إلى 2000 ليرة سورية، في ظل انعدام المساحات الرعوية في المناطق القريبة من المخيم، حيث يعمل في تربية المواشي ما يقارب 15 بالمئة من سكان المخيم المنحدرين من ريف دير الزور الشرقي ومدن البادية (تدمر – القريتين – مهين ).

ويقول السكان إن الدواجن قليلة جداً في مخيم الركبان، وهي تُربى لدى السكان على أساس تأمين الحد الأدنى من البيض ولحوم الدجاج، كما أن الأسواق قد تشهد وجوداً لـ “الأسماك”، التي تهرب من ريف دير الزور الشرقي أو من مناطق العراق لتباع بأسعار عالية قياساً على الأسواق السورية.

البقاء بالقوة:

يجبر سكان المخيم على البقاء فيه لكون فصيل “جيش مغاوير الثورة”، يغلق جميع الطرقات الواصلة إلى مركز محافظة حمص، ومحافظتي دمشق والسويداء أمام الراغبين بالعودة تحت التهديد بإمكانية الاعتقال في حال محاولة الهرب، ولا يسمح بمرور الحالات الإسعافية إلى المناطق السورية الأخرى على الرغم من قيامه منذ فترة بإغلاق النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تعمل في المخيم بدون أي دعم من أي منظمة، وذلك لصالح تنشيط المستوصف الذي أنشأه “التحالف الأمريكي” بالقرب من قاعدة التنف في محاولة منها لكسب رضا السكان، إلا أن هذا المستوصف لا يشهد وجود للأطباء أو للممرضين إلا مرة في الشهر.

ويسيطر على أسواق المخيم ثلاثة فصائل مسلحة تعد بمثابة “سلطة الأمر الواقع”، التي فرضت نفسها على الناس بدعم من القوات الأمريكية، ويأتي في مقدمة هذه الفصائل “جيش مغاوير الثورة”، الذي يقوده “مهند الطلاع”، والذي منح نفسه رتبة “عميد”، ويعد الشخصية الأكثر قرباً من القوات الأمريكية ويعمل منذ أشهر على زيادة عدد عناصر الفصيل الذي يقوده في محاولة منه لتوريط شبان مخيم الركبان في حمل السلاح بما يمنعهم من العودة إلى مناطق الدولة السورية، وكان هذا الفصيل قد أقام نوعاً من التواصل مع فصيل مسلح يعرف باسم “قوة مكافحة الإرهاب”، وينتشر في الريف الشرقي من محافظة السويداء، دون وجود تفاصيل إضافية عن هذا التنسيق، كما أن بقايا فصيل “قوات أحمد العبدو”، الذين رفضوا مغادرة الجنوب السوري نحو إدلب.

محمود عبد اللطيف

اقرأ أيضاً