أثر برس

عام على إعادة توطين ” داعش ” في الشرقية.. المعتقلات: غونتانامو جديدة، والتنظيم ينبعث مجدداً من “الهول”

by Athr Press G

خاص || أثر برس أطلقت “قوات سوريا الديمقراطية”، قبل ثلاثة أشهر خطة لتفريغ “مخيم الهول”، من حملة الجنسية السورية، في محاولة منها للحد من عمليات الهروب من المخيم من قبل العوائل المرتبطة بتنظيم “داعش”، كما قامت خلال الفترة نفسها بإطلاق سراح عدد من المعتقلين ضمن السجون التي خصصتها لمسلحي التنظيم، بحجة انتشار وباء “كورونا”، إضافة إلى ما أسمته بـ “إطلاق سراح من لم تتلطخ أيديهم بالدماء”، في عملية تشبه إعادة توطين “داعش”، في مناطق أخرج منها في فترات سابقة.

الهول.. بداية الحكاية

يقطن “مخيم الهول”، الواقع على بعد 45 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة نحو 63 ألف شخص حالياً، وتشكل العوائل المرتبطة بـ “داعش”، غالبية السكان في المخيم، وقد أجليت إليه قبيل إعلان “قوات سوريا الديمقراطية”، السيطرة على كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات في آذار من العام 2019، وبحسب إحصائية حصل عليها “أثر برس”، من مصدر مقرب من إدارة المخيم التابعة لـ “قسد”، فإن عدد من غادر المخيم من حملة الجنسية السورية منذ البدء بعملية تفريغ “الهول”، من السوريين، بلغ 8 آلاف شخص، عادوا إلى قراهم الأصلية في أرياف “دير الزور – الرقة – حلب”، مع الإشارة إلى أن “قسد”، مستمرة بعملية إعادة السوريين إلى قراهم الأصلية شريطة حصولهم على “الموافقة الأمنية الصادرة عما يسمى باستخبارات الآسايش– الكفالة العشائرية”، والأخيرة تعني أن يقوم أحد وجهاء العشائر الموالين لـ “قسد”، بإعلان مسؤوليته عن تصرفات العائلة التي سيكفلها.

وتؤكد المعلومات أن نحو 9000 طفل تتراوح أعمارهم بين 14-18 عاماً من حملة الجنسية السورية تلقوا دروساً دينية على أيدي مسلحي التنظيم المقيمين في داخل “مخيم الهول”، علماً أن هذا السن يعتبر “سن تكليف الجهاد”، بالنسبة للقواعد الشرعية الخاصة بـ “داعش”، والتي تفرض على هؤلاء القتال في صفوف التنظيم، كما أن الأطفال الأصغر سناً تلقوا دروساً دينية أيضاً إذ يسميهم التنظيم بـ “أشبال الخلافة”، وتشكل إعادة توطين هؤلاء في المناطق التي تنتمي إليها عوائلهم عملية إعادة زراعة لـ”داعش”، في المحافظات الواقعة في الشرق السوري.

ويعيش داخل المخيم نحو 31 ألف شخص من حملة الجنسية العراقية، وعلى الرغم من إبداء غالبيتهم الموافقة على إعادته إلى العراق بعد موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد على الأمر، إلا أن المسألة ما زالت معلّقة بسبب رفض حكومة إقليم شمال العراق لإعادة توطين العوائل المرتبطة بـ “داعش”، ضمن القرى الواقعة بالقرب من الحدود الجنوبية للإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي، كما إن بعض العوائل تحاول العودة إلى قرى ما تزال تثير خلافات على ترسيم الحدود بين “بغداد”، و”أربيل”، وقرار الأخيرة يساوي بين العوائل المرتبطة بـ “داعش”، و المدنيين الذين نزحوا من المناطق الواقعة في غرب العراق قبل أن تتم استعادة السيطرة عليها من قبل الجيش العراقي.

“جناج الأجنبيات”.. الأكثر خطراً

“جناح الأجنبيات” في مخيم الهول يشكل أكثر الأجنحة خطراً بالنسبة لـ “قسد”، إذ يقطنه نحو 11 ألف شخص يحملون 55 جنسية مختلفة، وهم يحصلون على تمويل خارجي يصل إلى 3000 دولار أمريكي شهرياً لكل عائلة، تصلهم عبر مكتب إحدى شركات التحويل المالي المرتبطة بـ “قسد”، والتي افتتحت لنفسها فرعاً داخل هذا الجناح دون سواها من شركات التحويل المالي التي تنشط داخل المخيم، ومن داخل هذا الجناح خرج التنظيم النسائي لـ “داعش”، ليمارس جرائم القتل بحق معارضي التنظيم أو المنشقين عنه من سكان الهول، كما إن دوريات ما يسمى بـ “الحسبة”، تقوم بالطواف علانية في المخيم لتعتدي على النسوة المخالفات لـ “عقائد داعش”. وبحسب إحصائية غير رسمية حصل عليها “أثر برس” من “مصدر صحفي”، مقرّب من “قوات سورية الديمقراطية”، فإن عدد جرائم القتل التي استهدفت المدنيين خلال العام 2020 بلغ 66 جريمة استخدم فيها القتل بواسطة الأدوات الحادة أو إطلاق النار من مسافة قريبة، كما تم استهداف نحو 40 من عناصر الحراسة التابعين لـ “قسد”، خلال العام نفسه ومن بينهم 23 عراقياً يعدون من “كوادر حزب العمال الكردستاني”، كما سجل نحو 50 حالة اعتداء بالضرب، و39 عملية إحراق لخيام تتبع لمعارضي التنظيم.

وتشير تحقيقات ما يسمى بـ “الآسايش”، لتورط عناصر حراسة المخيم في بيع الأسلحة النارية وكواتم الصوت، والوقود الذي يستخدم في الزجاجات الحارقة، للمرتبطين بتنظيم “داعش”، إضافة إلى بيع أجهزة الاتصال الخلوية التي تعمل “قسد”، على مصادرتها بين الحين والآخر، وخلال الأسبوع الماضي، شنت “قسد”، حملة تفتيش داخل الجناح الخامس من المخيم لتصادر 1200 هاتف محمول.

معتقلات داعش.. غوانتانامو جديدة

تعتقل “قوات سوريا الديمقراطية”، نحو 5000 من مسلحي “داعش”، داخل سجن “الثانوية الصناعية”، الواقعة في الطرف الجنوبي من مدينة الحسكة، وقد شهد هذا السجن عدة حالات “استعصاء”، من قبل عناصر التنظيم، كما تمكن أربعة منهم من الفرار من السجن خلال شهر أيلول الماضي، كما تعتقل “قسد”، نحو 2000 من مسلحي “داعش”، ضمن “سجن الحسكة المركزي”، الذي يضم نحو 5000 شخص أيضاً من بينهم شخصيات معارضة لـ “قسد”، فيما يعتبر “سجن علايا”، في مدينة القامشلي واحد من أقل السجون التي تعتقل فيها “قسد” مسلحي التنظيم، ولا يتجاوز تعدادهم فيه 1000 شخص.

وتسيطر قوات الاحتلال الأمريكي على عدد من السجون بشكل مباشر، من أبرزها “سجن الكتبية”، الواقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، والذي يسمى بـ “غونتانامو سورية”، وتشير التقديرات إلى وجود نحو 3500 معتقل من مسلحي التنظيم غالبيتهم من الجنسيات الأجنبية، إضافة إلى معتقل “حقل العمر”، وهو واحد من المعتقلات التي تحتجز فيها القوات الأمريكية نحو 2000 من مسلحي التنظيم الأجانب، كما يشكل “سجن المالكية”، المقام داخل إحدى القواعد غير الشرعية التابعة لقوات الاحتلال الأمريكي واحداً من أخطر السجون الذي تعتقل فيه القوات الأمريكية مدنيين إلى جانب مسلحين أجانب من تنظيم “داعش”.

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً