خاص|| أثر برس قامت مجموعة من أهالي قرية “الدعوشية” بريف القامشلي، وبدعم من قوة للجيش السوري بقطع الطريق أمام دورية للقوات الأمريكية كانت تحاول الدخول إلى المنطقة، وذلك بعد يومين فقط على قيام “قسد”، بمهاجمة حاجز للجيش في قرية “الكوزلية”.
انتقام “قسد”:
لم تكن المرة الأولى التي تمنع فيها قوات الجيش السوري دوريات للاحتلال الأمريكي من الدخول بين نقاطها في قرية “الكوزلية”، لكن ما حدث قبل يومين اقترن بوجود عناصر من “قسد”، استفزت عناصر الجيش بمشادة كلامية وتهديد بالانتقام من طردهم، إلا أن عناصر الجيش السوري لم ترضخ للتهديد وأصرت على طرد الدورية الأمريكية.
بعد مغادرة الدورية قامت مجموعات من “قسد” باستهداف نقاط الجيش بعدد من قذائف الهاون قبل أن تبدأ بإطلاق النار من مسافة بعيدة باتجاه نقاط الجيش السوري الذي رد إلى مصادر إطلاق النار، ليسفر الأمر عن مقتل ثلاثة من عناصر “قسد” وجرح آخرين، في حين قضى عنصران من الجيش، ليبدأ بعد ذلك حراك سياسي من قبل قيادات “قسد” لاحتواء الموقف بالتواصل مع مركز المصالحة الروسي، الذي أرسل دورية لمكان الهجوم بهدف تقييم الحدث والوقوف على تفاصيله.
بحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، فإن مهاجمة “قسد” لمواقع الجيش في قرية “الكوزلية”، جاء بهدف الانتقام وإثبات الهيبة وبدفع مباشر من قائد الدورية الأمريكية الذي فضّل سحب قوته بعيداً عن مسرح الاشتباك كي لا يصاب أياً من عناصره بأذى، في حين أن عناصر مما يسمى بـ “مجلس تل تمر العسكري”، التابع لـ “قسد” هي من نفذت الهجوم.
تقدير قيادات “قسد” للموقف أوجب الاحتواء لخشيتهم من توسع دائرة الاشتباك، أو الخلافات مع دمشق في وقت تتحين فيه القوات التركية فرصة الهجوم على نقاط “قسد” في المنطقة، إذ تعتبر دوريات قوات المراقبة الروسية عاملاً إضافياً لوجود الجيش السوري في المنطقة، بما يمنع مثل هذا الهجوم، إذ تعترف مصادر صحفية كردية في حديثها لـ “أثر برس”، أن انتشار الجيش في المنطقة هو من أوقف العدوان التركي في تشرين الأول من العام 2019.
رفض شعبي:
الرفض الشعبي المستمر لدخول أو مرور دوريات الاحتلال الأمريكي من قرى يتواجد فيها الجيش السوري جنوب القامشلي وغرب الحسكة يعكس حالة مزاج عام في المنطقة رافض لـ “قسد” ومن خلفها القوات الأمريكية، وتكرار مثل هذه الحوادث يؤكد على أن الأهالي لا يقبلون بالخضوع لسيطرة القوات الأمريكية عبر فصائل كردية مسلحة تتعامل بعنصرية مطلقة مع المكونات التي تعيش في محافظة الحسكة حتى من ناحية الخدمات.
ما شهدته “خربة عمو”، شتاء العام الماضي من اشتباك بين الأهالي وقوة أمريكية، واستمرار قطع الطرقات أمام دوريات الاحتلال كما حدث اليوم في قرية “الدعدوشية”، يشير إلى هذا الرفض بوضوح، حيث أشارت مصادر عشائرية لـ “أثر برس” أن الإعلان عن مقاومة شعبية مسلحة ضد القوات الأمريكية بات مسألة وقت لا أكثر، وهو وقت لن يكون طويلاً على ما يبدو.
المنطقة الشرقية