يعاني مربو الدواجن في سوريا من نقص حاد بالأعلاف وسط ارتفاع أسعارها بشكلٍ هستيري، الأمر الذي يزيد من أزمة القطاع “المتدهور”.
وتحدث الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة، أن ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن الذي يشهده السوق هي واحدة من الصدمات المتتالية التي يتعرض لها قطاع إنتاج بيض ولحم الدجاج، لكنها الأعنف حتى الآن والأقسى من حيث عمق تأثيرها وفقدان مربي الدواجن القدرة على مجابهتها.
وأوضح قرنفلة في حديثه لصحيفة “تشرين” المحلية، أن طبيعة العاملين في القطاع وإمكاناتهم الاقتصادية لم تساعدهم على الوقوف في وجه شبح جنون أسعار المواد العلفية التي ارتفعت 5 أمثال منذ عامين فقط، حيث وصل سعر طن الذرة الصفراء إلى مايقارب 2.3 مليون ليرة سورية كما وصل سعر طن كسبة فول الصويا إلى 3.4 ملايين ليرة.
وأشار إلى أن بحساب بسيط يحتاج مربي الدجاج البياض الذي لديه 10 آلاف دجاجة بياضة إلى حوالي مليون و630 ألف ليرة يومياً، وقرابة 79 مليون ليرة شهرياً، وهذا لقاء قيمة الأعلاف فقط عدا تكاليف الكهرباء والمازوت والصيانة والأدوية واللقاحات البيطرية وقيمة أطباق البيض الفارغة التي شهدت أسعارها ارتفاعاً.
وأكد قرنفلة أن التقاعس عن معالجة ارتفاع أسعار المواد العلفية بشكل عام وأسعار أعلاف الدواجن بشكل خاص يهدد أركان الأمن الغذائي وينذر بغياب لحوم وبيض الدجاج عن موائد المستهلكين ويساهم بتوسيع حجم البطالة، ودفع الكثير من المربين إلى بيع قطعانهم بهدف ذبحها والاستفادة من لحومها رغم عدم انتهاء عمرها الإنتاجي مما يزيد حجم الخسارة التي يتعرضون لها بطبيعة الحال ولكن هذا أفضل من نفوق قطعانهم جوعاً.
وأكد رئيس جمعية اللحامين إدموند قطيش، في وقت سابق، أن الثروة الحيوانية في سوريا آيلة للانقراض وعددها يتناقص، منها العجل والخاروف وحتى الدجاج.
ويشتكي مربّو الدواجن من معوقات عدة، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وأجور النقل وأسعار أطباق الكرتون، مؤكدين أن الدعم الذي تقدّمة مؤسسة الأعلاف كل شهرين لا يكفي لإطعام الدواجن يوماً واحداً.