خاص|| أثر برس أدى المنخفض الجوي إلى تشكل الصقيع في المناطق الجبلية والذي يضر المزروعات وبراعم الأشجار المثمرة، وتفادياً لهذه الموجة لجأ بعض المزارعين في بلدة سرغايا التابعة إدارياً لمنطقة الزبداني بريف دمشق إلى إشعال النار في البساتين.
أحد أهالي البلدة قال لـ”أثر” إن “المزارعين سابقاً كانوا يلجؤون إلى إشعال النيران بمادة المازوت للمحافظة على الأشجار والمزروعات من التلف ولكن الآن لا يستطيع الجميع العمل بهذه الطريقة بسبب التكاليف المرتفعة لمادة المازوت حيث أن سعر برميل المازوت يصل إلى مليون ونصف على سبيل المثال ومن الممكن أن يستهلكه المزارع بليلة واحدة إن وصلت درجة الحرارة إلى 7 تحت الصفر” مبيناً أن هذه الطريقة تعمل على رفع درجة الحرارة في الجو.
وتابع أنه “يوجد طرق أخرى للمحافظة على المزروعات من الصقيع ولكنها بحاجة إلى التيار الكهربائي عن طريق تشغيل الآبار الارتوازية أثناء الليل وعبر الرذاذ يتم رفع درجات الحرارة، أو بوضع مراوح وعنفات هوائية تساهم بنقل الهواء من المناطق الدافئة إلى الباردة وبتلك الطريقة ترتفع درجات الحرارة” موضحاً أن هذه الطرق غير متوفرة في منطقتهم بسبب عدم وجود التيار الكهربائي إضافة إلى عدم وجود المراوح لدى المزارعين لتكلفتها المرتفعة.
وبين أن “المزارع يخسر منذ سنوات بسبب موجات الصقيع وأسعار المبيدات الزراعية المرتفعة حيث أن إنتاج المزارع لا يغطي التكاليف التي يدفعها” موضحاً أن المزارع اليوم يحافظ فقط على أرضه وأشجاره لأن عمرها سنوات ولا يمكنه الاستغناء عنها فهي مثل أبناءه بحسب وصفه.
وأضاف علي غصن (أحد أهالي البلدة) لـ”أثر” أنه “نتيجة إشعال النيران بالبساتين الذي يتم باستخدام المازوت أو بخليط من الزيت المعدني مع المازوت يؤدي إلى تراكم (الشحوار) في الجو والذي ينتقل إلى مسافات بعيدة عن مكان الاشتعال”.
وأكد أن “نتيجة انخفاض درجات الحرارة أمس إلى حوالي 7 تحت الصفر وسطوع الشمس اليوم سيكون هناك ضرر بالمزروعات.
وبنفس السياق أوضح مدير زراعة ريف دمشق عرفان زيادة لـ “أثر” أن “المزارعين قاموا بإشعال النيران كإجراء احترازي خوفاً على أشجارهم لأن أشجار التفاح والإجاص إلى الآن ليست بطور الإزهار وتفتح البراعم”.
وأشار إلى أن إشعال النيران والإطارات ملوث للبيئة بالدرجة الأولى ولا يحقق الغاية المرجوة بتخفيض درجات الحرارة إلى الحد المطلوب إن كانت درجات الحرارة منخفضة بشكل كبير إضافة إلى أنها تسبب أضرار صحية على المواطنين.
وحول الإجراءات المتخذة لتخفيف من آثار موجة الصقيع بين أن “العديد من المزارعين يستخدمون المراوح ولكن بسبب تكاليفها المرتفعة حد من استخدام هذه التقنية إضافة إلى ذلك يوجد الري بالرذاذ حيث أن المياه تغلف البراعم الزهرية وتحفظها من التجمد والبعض من الدول يستخدم طائرات هليكوبتر لري الأشجار للحد من أثار الصقيع وتعد هذه الطرق نظيفة للبيئة.
وأضاف زيادة أنه “تم توجيه الوحدة الإرشادية بسرغايا لرفع كتاب بدرجة الحرارة في المنطقة ليتم تعويض المزارعين من خلال صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية الموجود بوزارة الزراعة إن ثبت أن هناك ضرر بالمزروعات بسبب هذه الموجة”.
لمى دياب – ريف دمشق