أثر برس

مزارع بريف طرطوس يحوّل أرض أمام منزله إلى بستان يطعم عائلته والجيران

by Athr Press G

خاص || أثر برس في ظل ارتفاع أسعار الخضار وغلاء المعيشة الذي بات يفرض على أهالي طرطوس تقنيناً واسعاً يطال أموراً وحاجات كثيرة، بدأ المواطن يكابر على أوجاعه بوصفها بالكماليات التي يمكن الاستغناء عنها.

بين استغناء وتقنين، تبقى الحلول متوفرة لمن استطاع إليها سبيلا، وتخلّى بالإرادة والتصميم، ولعل خير تمثيل لهذه الحالة هو المزارع نسيم شاهين الملقّب أبو علي من قرية كعبية عمار في ريف طرطوس، الذي استطاع أن يستفاد من مساحة صغيرة أمام منزله لا تتجاوز 200 م٢، ليحولها إلى بستان فيه أصناف مختلفة من الخضار التي فاضت عن الكفاية الذاتية لمنزله، ليعم خير البستان إلى الأقارب والجيران.

بسعادة ممزوجة ببعض الزهو، يروي المزارع أبو علي لـ”أثر” كيف باتت المساحة الصغيرة الطولانية أمام منزله بستاناً مزروع بأصناف مختلفة من الخضار كالبندورة بنوعيها بلاستيكية وعادية، خيار، كوسا، باذنجان، لوبياء، بامية، فليفلة، بطاطا، قرع، جبس، يقطين، الشواف، بالإضافة للبصل الأخضر، بقدونس، جرجير، نعناع، رشاد.

ارتفاع أسعار الخضار من جهة، وبعد منزله مسافة تقارب2 كم عن قريته كعبية عمار من جهة أخرى، ناهيك عن كونه مزارع، دفع أبو علي، الرجل الستيني، إلى زراعة أرضه رغم مساحتها الصغيرة، والاعتناء بها حتى باتت تزخر بأنواع مختلفة تشكل اللوازم الأساسية لكل عائلة.

وعن سقاية أرضه في ظل الانقطاع الطويل للمياه، بيّن أبو علي أنه لديه في أرضه خزاني مياه الأول سعة 400 برميل، والثاني سعة40 برميل، يقوم بتعبئتهما في الشتاء من أجل الاستفادة منهما بالسقاية خلال الصيف، موضحاً أنه يستخدم طريقة الري بالتنقيط لسقاية المزروعات من دون أي هدر للمياه.

ولفت أبو علي إلى أن بعض أنواع الخضار كالبندورة والكوسا والباذنجان تزيد عن حاجته، فيقوم بتوزيعها للمحتاجين وللجيران والأقارب بدون مقابل، مضيفاً: عندما يدعو لي أحدهم بالرزق والبركة، أشعر بسعادة غامرة تفوق سعادتي بما أحققه من اكتفاء ذاتي لعائلتي.

بدوره، أثنى رئيس اتحاد فلاحيي طرطوس محمد حسين على المزارع أبو علي، واصفاً إياه بالمزارع الأنموذج الذي يجب أن يحتذى به، مدللاً أنه لو قام كل فلاح أو من لديه مساحة أمام منزله بزراعتها لكان حقق الاكتفاء الذاتي.

وأعرب حسين عن أمله أن يتم تعميم هذه التجربة في القرى كافة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من جهة، وعدم الخضوع لابتزاز التاجر من جهة أخرى.

صفاء علي – طرطوس

 

اقرأ أيضاً