نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مسؤولين دفاعيين اثنين أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتجه نحو تخفيض عدد قواتها الموجودة بالقرب من الشرق الأوسط.
وقال المسؤولان الدفاعيان الأمريكيان: “من المتوقع أن تخفض الولايات المتحدة الأمريكية قواتها بالقرب من الشرق الأوسط” مبيّناً أنه “قوة الرد السريع البحرية ستغادر البحر الأبيض المتوسط في الأسابيع المقبلة وتعود إلى بلادها”.
وأوضح المسؤولان أن “من المتوقع أن تبدأ السفينة الحربية يو إس إس باتان ووحدة الاستطلاع البحرية الـ26 (MEU) في الإبحار نحو الولايات المتحدة في آذار، على الرغم من أن الجدول الزمني الدقيق للمغادرة غير واضح، ولا يزال بإمكان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن تقرر إبقاء المجموعة في المنطقة إذا تدهور الوضع بسرعة”.
ويتزامن تصريح المسؤولين الدفاعيين مع تزايد المخاطر التي تواجهها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، جراء هجمات جماعة “أنصار الله” في اليمن للسفن المتجهة إلى مواني الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، إذ أعلن أمين عام “حركة النجباء” العراقية أكرم الكعبي، في 26 شباط الجاري، استئناف استهداف المواقع الأمريكية في سوريا والعراق، بعد تراجع وتيرتها منذ بداية الشهر الجاري.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر كردية -رفضت الكشف عن هويتها- لـ”أثر برس” بأن مجموعات صغيرة من القوات الأجنبية كانت تنتشر في قواعد مثل “الشدادي”، و”العمر”، انسحبت من الداخل السوري باتجاه شمالي العراق، موضحة أن عدد هذه المجموعات يزيد على 50 عنصراً لكل من القوات الفرنسية والبريطانية التي كانت تنتشر في “قاعدة الشدادي”، وظهرت مرات عدة في مناطق متفرقة في ريف دير الزور والحسكة.
ومنذ 7 تشرين الأول 2023، واجهت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، مخاطر عدة أودى بعضها بحياة عدد من الجنود الأمريكيين في القاعدة العسكرية عن الحدود السورية- الأردنية، إذ تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لأكثر من 160 استهدافاً وفق الإحصائيات الأمريكية، إلى جانب استهداف السفن الأمريكية المتجهة إلى مواني الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر من قبل “أنصار الله”.
ولم تقتصر المخاطر على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق والسفن التي تمر في البحر الأحمر، ففي 24 تشرين الأول 2023 أعلنت فصائل المقاومة العراقية أن القواعد الأمريكية في الكويت والإمارات، ستكون أهدافاً مشروعة لها، وتعقيباً على هذا التصريح نقلت صحيفة “الجريدة” الكويتية عن السفارة الأمريكية تأكيدها أن بعد هذه التهديدات “ستقصر السفارة نشاطها في القواعد العسكرية الأمريكية على الأحداث الأساسية والرسمية فقط، وندعو المواطنين الأمريكيين إلى البقاء في حالة تأهب”.
ونقل موقع “بوليتيكو” الأمريكي سابقاً عن أربعة مصادر مطلعة أن بعض الدول العربية ومن بينها الإمارات تعمل لتقييد قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام القواعد العسكرية على أراضيها لشن غارات جوية ضد حركات المقاومة في الشرق الأوسط.