جدد مسؤولون أمريكيون حديثهم عن وجود توترات روسية- أمريكية في الأجواء السورية، بالرغم من وجود بروتوكولات عدم التصادم بين الجانبين لمنع حدوث أي مشاكل، إلّا أن كل من موسكو وواشنطن يتهمون بعضهما في الآونة الأخيرة بتحركات استفزازية وغير اعتيادية.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية ومستشارة اتصالات استراتيجية للأمن تيريزا سوليفان: “الجيش الروسي ابتعد مؤخراً عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي محترف، واختار انتهاك الاتفاقيات عمداً” وفقاً لما نقله موقع “عنب بلدي” المعارض.
وأضافت سوليفان أن “الطائرات الروسية في سوريا تعمل منذ مدة بطريقة غير آمنة وغير مهنية”، لافتة إلى أنه “عندما يحدث هذا النوع من المناورات الروسية في المنطقة، يستخدم سلاح الجو الأمريكي الرادار وأنظمة وأجهزة استشعار أخرى، لتجنب الاصطدام والحفاظ على الوعي بالطائرات الروسية التي تحلق بالقرب منه”.
وأشارت سوليفان إلى أن بروتوكولات “عدم التصادم” الموقعة بين الجانبين الروسي والأمريكي تحدد الإجراءات اللازمة للحد من “مخاطر سوء التقدير أو سوء الفهم” في أثناء العمل في منطقة القتال، وعلى مقربة من بعضها البعض، لافتة إلى أن هذه البروتوكولات قللت سابقاً من خطر وقوع حوادث أو تفاعل خطير بين قوات الطرفين.
بدورها، نشرت أجهزة الاستخبارات الروسية ووزارة الدفاع الروسية خلال أسبوع واحد 4 بيانات تحذيرية من التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، ففي31 أيار الفائت أكد نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي” التابع للدفاع الروسية الأدميرال أوليغ غورينوف، أن “طياري القوات الجوية الأمريكية ينتهكون بروتوكولات عدم الصدام في سوريا” مشيراً إلى أن “الطيارين الأمريكيين يفعّلون أنظمة الأسلحة عند الاقتراب من طائرات القوات الجوية الروسية”، وقبل يوم واحد من هذا البيان، حذّر جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية من هجمات قد تشنها واشنطن على أماكن عامة مزدحمة ومؤسسات حكومية في سوريا.
وشهدت سوريا في الآونة الأخيرة تحركات أمريكية متعددة، على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث عقد مسؤولون أمريكيون اجتماعات متعددة مع المعارضة السورية، ومع مسؤولين خليجيين ناقشوا خلالها مستجدات الملف السوري، وكذلك على الصعيد العسكري، وصلت إلى القواعد الأمريكية في سوريا منظومة “هيمارس” الصاروخية، وقال في هذا الصدد متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: “نعم هناك هيمارس في سوريا لحماية قواتنا” وفقاً لما نقله موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، وكذلك أجرى وفد أمريكي يوم الجمعة بتاريخ 2 حزيران الجاري، اجتماعاً مع قبيلة “شمّر” العربية الشيخ بندر حميدي الجربا، وذلك بهدف العمل على تشكيل قوة عربية في مناطق شمال شرقي سوريا.
يشار إلى أن هذه التحركات الأمريكية تتزامن مع تزايد الحديث عن ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، وذلك من قبل كل من سوريا وروسيا وإيران وتركيا والصين.