شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تطورات سياسية عربية اتجاه دمشق، تمثّل بانفتاح دائرة تواصل لأبرز الزعماء العرب مع الرئيس بشار الأسد، متجاوزةً الحظر الأمريكي المعلن لسوريا، وسط إعلان المصالحة السعودية– الإيرانية كأبرز حدث إقليمي لم يتأخر صدى تأثيره في سوريا.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطّلعة أنّ، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيتوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة لتسليم الرئيس الأسد دعوة رسمية لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في أيار المقبل، في خطوة من شأنها إنهاء عزلة سوريا الإقليمية رسمياً.
وتزامن ذلك مع اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية بزيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى القاهرة للمرة الأولى منذ 12 عاماً، ولقاء نظيره المصري سامح شكري، حيث اتفقا على تعزيز علاقاتهما واستمرار التنسيق و التعاون والحوار بين سوريا ومصر.
وعن الموقف الأمريكي اتجاه مساعي الدول العربية نحو دمشق، كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أنه في زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف لبيروت في 24 آذار الفائت، ولقائها بالمسؤولين اللبنانيين، تحدثت ليف، أنه “لا فيتو أمريكياً على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، غير أنها طرحت شرطين اثنين يقترنان بها: أولهما أن ينجم قرار العودة عن موقف عربي مشترك موحد بحيث يعيد العرب جميعاً، وليس بالمفرّق على نحو الخطوات المجزأة أخيراً في عودة سوريا إلى الجامعة العربية”.
وأشارت إلى أن “ثاني الشروط هو أن لا تكون العودة هذه مجانية بل جزء من تفاهم ينطلق من التحقق مما يمكن أن تقدمه سوريا إلى العرب كي يرجعونها إليهم”.
ووفق ما نقلته الصحيفة عن المسؤولين اللبنانيين الذين أصغوا إلى ليف، فإنها لفتت إلى أنه “يجب وقف تهريب الكبتاغون من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية”.
وأوضحت الصحيفة أن “الأمريكيين يتوخون من التنازل المطلوب لعودة سوريا إلى العرب تقليصها النفوذ الإيراني على أراضيها، مع أن واشنطن تتحدث باستمرار عن إصلاحاتها المزعومة في سوريا في الديمقراطية، إلا أن المعضلة الإيرانية هي الأكثر اهتماماً لديها، في حين تربط وجهة النظر السورية المعاكسة تقليص الدور الإيراني بانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، في موازاة مهمة مكملة تتولاها روسيا لدى تركيا لسحب قواتها من الشمال السوري”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشدد على موقفها المعارض للتقارب العربي مع سوريا، وعقب زيارة الرئيس بشار الأسد، إلى الإمارات في آذار الفائت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي، “نحض جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون”، مشيراً إلى أن بلاده لا تدعم التطبيع مع الدولة السورية.
أثر برس