استمراراً للاختلافات بوجهات النظر في الإدارة الأمريكية إزاء الملف السوري، وجّه مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، مجدداً رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، اعتراضاً على التقارب العربي الحاصل مع دمشق والموافقة الأمريكية الضمنية لهذا التقارب.
وأعرب كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي بوب مينينديز، وكبير الجمهوريين في اللجنة جيم ريش، وأعضاء آخرون في رسالة للرئيس الأمريكية جو بايدن عن قلقهم من أن عدداً من حلفائهم العرب يواصلون ترسيخ علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع الدولة السورية.
ودعت الرسالة إلى التأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع الدولة السورية وعودتها إلى الجامعة العربية أمر غير مقبول، وأن الموافقة الضمنية على التعامل الدبلوماسي الرسمي مع الدولة السورية تشكل سابقة خطيرة.
ومن جهة أخرى، قال سابقاً السفير الأمريكي السابق إلى سوريا روبرت فورد، أن حقيقة انتصار الدولة السورية وبقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه مؤلمة بالنسبة للإدارة الأمريكية لكنها أمر واقع، ناصحاً الأكراد بالتفاهم معها.
يُشار إلى أنه خلال الفترة الأخيرة ومع الانفتاح السياسي العربي على دمشق، وتأكيدات المحليين الأمريكيين على حقيقة انتصار الدولة السورية، يتم تسليط الضوء في الإعلام الأمريكي على ثغرات عديدة في الاستراتيجية والسياسة الأمريكية إزاء سوريا، حيث أشار مقال نشرته أمس صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، إلى عدم جدوى سياسة العقوبات الأمريكية على سوريا، حيث قالت فيه: “تخلّت الولايات المتحدة عن محاولة الإطاحة بالدولة السورية لكنها تواصل معاقبة الشعب السوري، ويجب أن نفكر بشكل أكثر براغماتية وأن نجد طريقة للاستفادة من العقوبات لتحسين حياة الشعب السوري بدلاً من مجرد إبقائها مكانها، لتقول إنها فعلت شيئاً في سوريا” وكذلك لفت المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، والمستشار لبرنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، بريان فينوكين، في مقال له نشرته صحيفة “فورين أفيرز” الأمريكية إلى عدم وجود قاعدة قانونية تستند إليها واشنطن بوجودها في سوريا.