أكد مسؤولون أمريكيون أن بلادهم قلقة من تزايد التعاون الروسي- الإيراني في سوريا، مشيرين إلى أن الجانبين يتفقان على ضرورة إخراج القوات الأمريكية من سوريا.
وفي هذا الصدد، نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مسؤول عسكري أمريكي كبير، أنه رأى مؤشرات تدل على أن القادة العسكريين الروس في سوريا ينسقون بهدوء مع إيران بشأن خطط بعيدة الأجل للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، موضحاً أن “هناك تلاقي مصالح بين إيران وروسيا وسوريا”.
وأكد المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته، أنه يستند في حديثه إلى معلومات استخباراتية، وقال: “أرى أدلة على التخطيط في المستوى العملياتي بين قيادة فيلق القدس والقوات الروسية العاملة في سوريا”، مشيراً إلى أن طبيعة التعاون تتمثل بـ”تبادل المعلومات الاستخباراتية بين سوريا وروسيا وإيران”، وفق ما نقله “المونيتور”.
وفي السياق ذاته، أكد كبير مديري العمليات في هيئة الأركان المشتركة دوجلاس سيمز، أنه “لا نتوقع أي مشكلة، ولا نرى مستوى من التصعيد نشعر بالقلق حياله في سوريا، ومع ذلك، ما تزال المجموعة المتبقية المكونة من نحو 900 جندي أمريكي في سوريا معرضة للخطر”.
المخاوف ليست جديدة
تزايد التقارب الروسي- الإيراني بعد الحرب الأوكرانية، فبعد عام 2022 زاد التنسيق بين الجانبين على الصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية، إذ بدأ الطرفان المناورات المشتركة والزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى، وصولاً إلى إعلان إيران تزويد روسيا بطائرات مسيّرة، وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 25 تشرين الثاني الفائت: “زودنا روسيا بعدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا”.
وأشارت إلى هذه المخاوف تقارير أمريكية عدة، ففي شباط الفائت أفاد “المونيتور” بوجود مخاوف بين كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن احتمال التعاون بين روسيا وإيران ضد الوجود الأمريكي في سوريا، وفي حزيران الفائت نشرت صحيفة “واشنطن بوست” وثيقة مسربة للبنتاغون زعمت أن القادة الروس والإيرانيين اتفقوا على تشكيل مركز عمليات مشترك لتنسيق الجهود للضغط على القوات الأمريكية في سوريا.
وسبق أن لفتت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أن “سوريا سهّلت التلاقي بين الجانبين الإيراني والروسي على أساس مصالح مشتركة، أولاً: العدو المشترك، وهو داعش الذي له علاقات مع مجموعات متطرفة تتواجه مع روسيا، بخاصة في القوقاز، إذ شعر الروس أن طهران قد تكون الحليف المسلم المنطقي ضد المجموعات التي تطلق على نفسها اسم المجموعات الجهادية، وثانياً: كان على صعيد تحدي موسكو لواشنطن”.
وكذلك سبق أن أعرب الكِيان الإسرائيلي عن قلقه من التقارب الحاصل بين موسكو وطهران في سوريا، وسبق أن أكد تقرير تحليلي نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية أن هذا التقارب “يهدد حالة التنسيق الأمني التي ترغب إسرائيل بتحقيقها مع روسيا في سوريا”.
وتؤكد التقديرات أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت في المرحلة الأخيرة تولي اهتماماً لافتاً بوجودها العسكري في سوريا، لا سيما في منطقة الجنوب السوري، وقال في هذا الصدد المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أندرو تابلر: “إن الوجود الأمريكي في سوريا اكتسب أهمية متزايدة بالنسبة لواشنطن بعد الحرب في أوكرانيا” وفقاً لما نقله موقع “ميدل إيست أي” البريطاني.
ودخلت القوات الأمريكية إلى سوريا عام 2015 ونشرت قواتها في قواعد غير شرعية تمركزت في الشرق السوري، وسيطرت على أغزر حقول النفط والغاز السورية وأبرزها حقل العمر النفطي وحقل غاز كونيكو، إلى جانب تمركزها في الجنوب الروسي عند منطقة التنف الواقعة عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.