أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأنه من المقرر أن يستضيف مسؤول الملف السوري في الخارجية الأمريكية إيثان غولدريش، يوم غد الخميس مبعوثي عدد من الدول الأوروبية والعربية والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، ضمن اجتماع تنسيقي في واشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإنه من المقرر أن يبدأ بيدرسون غداً بتقديم إيجازاً سياسياً، ويعقد المبعوثون لاحقاً جلسة تشاورية لـ”ضبط الإيقاع” وبحث الوضع الميداني في سوريا ومواقف الدول العربية وتأثيرات الحرب الأوكرانية على كل ذلك.
ونقلت “الشرق الأوسط” عن مصادرها أنه من المتوقع أن يقدم بيدرسون خلاصة اتصالاته مع دمشق والمعارضة والدول المعنية، في شأن اقتراحه بدء العمل على مقاربة “خطوة – خطوة” التي تضمن إقدام الأطراف على إجراءات بناء ثقة متبادلة تخص وقف النار وتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية والعقوبات، ووصولاً لتنفيذ القرار 2254، حيث كان الاقتراح يعتمد أساساً على إمكانية حصول تفاهمات أمريكية – روسية، والانطلاق من اتفاق الطرفين على تمديد قرار المساعدات الإنسانية عبر الحدود للوصول إلى توفير أرضية لتحريك مبادرة “خطوة – خطوة”.
فيما أشارت “الشرق الأوسط” إلى أن واشنطن حرصت على دعوة أنقرة إلى الاجتماع في إطار مساعٍ أمريكية تهدف إلى “سحب أنقرة من التطابق مع الموقف الروسي، وتخفيف حدة التوتر بسبب دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية شرق سوريا، وانخراط أنقرة مع موسكو وطهران في مسار آستانة”.
وفي القسم الثاني من اجتماع الخميس، سيتناول المبعوثون التطورات السورية الأخرى، بينها الوضع الإنساني والعسكري والاقتصادي، ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي تأكيده على أن “الحرب الأوكرانية أظهرت مدى اعتماد روسيا عسكرياً على قاعدة حميميم في استراتيجيتها بالعالم”، مشيراً إلى أنه ثمة أسئلة لا بد من مناقشتها، حيث قال: “في حال تحولت حرب أوكرانيا إلى استنزاف، هل تستطيع روسيا الاستمرار في انخراطها ذاته في سوريا؟ ما مستقبل التنسيق العسكري بين روسيا وإسرائيل في سوريا؟ ما مستقبل اتفاق منع الصدام بين روسيا وأميركا شرقي سوريا؟ حيث وتظهر المؤشرات الأولية، أن موسكو وتل أبيب ملتزمتان اتفاق خفض التصعيد من خلال قيام إسرائيل بشن غارات على مواقع في سوريا، وأن التصعيد الروسي – الغربي في أوكرانيا لم ينعكس توتراً ميدانياً شرقي سوريا إلى الآن”.
وأضاف المسؤول “هل نشهد في المرحلة المقبلة قيام إيران بملء الفراغ العسكري الذي يمكن أن تتركه روسيا في سوريا؟ هل يمكن أن تقوم طهران بتقديم مساعدات اقتصادية إضافية إلى سوريا بسبب انشغال روسيا وإمكانية المكاسب الاقتصادية في حال توقيع الاتفاق النووي بين طهران والغرب؟ هل هذا أحد أسباب زيارة مدير الأمن الوطني السوري اللواء على مملوك إلى طهران حالياً؟”.
يذكر أن بعض المحللين أشاروا إلى احتمال استغلال الملف السوري من قبل الغرب كورقة ضغط على روسيا في الحرب الأوكرانية.