أكد المستشار الإعلامي في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عدنان أبو حسنة، أن الأزمة الأوكرانية بدأت تنعكس تأثيراتها على الوكالة والمساعدات التي تقدمها للفلسطينيين.
وقال أبو حسنة للصحافيين في غزة: “إن الأزمة في أوكرانيا بدأت تلقي بظلالها على الوكالة بعد أن أبلغتها جهات مانحة بتقليص مساعداتها المالية في الأشهر المقبلة”، مشيراً إلى أن “دولاً مانحة أخرى أبلغت إدارة أونروا أنها ستؤجل موعد التبرعات في ظل الارتفاع العالمي لأسعار المواد الغذائية والوقود وتكلفة النقل وهو ما يزيد من أزمة الوكالة”، وفقاً لما نقلته صحيفة “البيان” الإماراتية.
وأعلنت “الأونروا” مطلع العام الجاري حاجتها للحصول على دعم من المجتمع الدولي بقيمة 1.6 مليار دولار من أجل تغطية النفقات وتقديم الخدمات وبرامج التنمية الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، حيث تقدم “الأونروا” خدمات إلى نحو 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني يتوزعون بين كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان إضافة إلى سوريا.
وتدعو الجهات الداعمة للوكالة إلى “الوفاء بتعهداتها لضمان استمرار عمل الوكالة التي تقدم الخدمات للاجئين في فلسطين وفي جميع الدول المضيفة في الإقليم”.
هذه ليست المرة الأولى التي تنخفض فيها مساعدات الوكالة الأممية للفلسطينيين الموجودين في مناطق عديدة لا سيما في سوريا، ففي عام 2019 أعلنت “الأنروا” عن إجراءات جديدة بخصوص المساعدات المالية والغذائية المقدمة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، مؤكدة أنها ستوزّع المساعدات (المالية والغذائية) على الأسر الفلسطينية في سوريا الأكثر عوزاً وفقراً “فقط “معتمدة على معايير حددتها الوكالة، وشملت المعايير (أسرة تعيلها امرأة، أسرة يعيلها شخص مسن تجاوز عمره 60 عاماً، أسرة يعيلها أو أحد أفرادها من ذوي الإعاقة، وأسره يعيلها أو أحد أفرادها يتيم دون سن الثامنة عشر”.
يشار إلى أن مسألة تأخير أو تقليص التبرعات لوكالة الغوث الدولية “الأونروا” ليست حديثه، ففي 2018 أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قراراً يقضي بتعليق مساهمات الولايات المتحدة ليوجه فيما بعد الرئيس الحالي جو بايدن، باتخاذ ترتيبات خاصة لإلغاء هذا القرار، وفي شباط 2021 أعلنت “الأونروا” أن الإمارات خفَّضت تمويلها بشكل حاد للوكالة خلال عام 2020، مشيرة إلى أن هذا التخفيض تزامن مع توقيعها لاتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، حيث نقلت حينها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن المتحدث باسم “الأونروا”، سامي مشعشع، قوله: “حجم التبرعات الإماراتية للوكالة قد انخفض من 51 مليون دولار في 2019، إلى مليون دولار فقط في 2020”.