بعد أن صعّد وزير الدفاع التركي مولود تاووش أوغلو اللهجة ضد واشنطن متهماً إيّاها بدعم “الإرهابيين” شمالي سوريا، صرّح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البينتاغون) رداً على ذلك، بأن “دور تركيا في سوريا مرّ بمراحل غير بنّاءة وخصوصاً في منطقة إدلب، حيث تنشط الجماعات المتفرعة من تنظيم القاعدة وتحت أعين الاستخبارات التركية”.
وأكد المسؤول الأمريكي في حديث إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، أن “القوات الأمريكية ستواصل تقديم الدعم العسكري والحربي لمقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، ومدّهم بالسلاح اللازم وتحديداً إلى المكون الكردي فيها، لدعم الاستقرار في سوريا بمواجهة تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية”.
وأضاف المسؤول الذي (فضّل حجب هويته كونه غير مخوّل بالحديث عن الموضوع)، أن “إدارة بايدن لن ترتكب الخطأ الذي فعلته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عندما تخلت عن أكراد سوريا والعراق”، معتبراً أنهم أدّوا دوراً فاعلاً في القضاء على الإرهاب في سوريا وأن مساعدتهم ضرورية واستراتيجية”.
وكشف أن “واشنطن وجّهت لتركيا في الساعات الماضية تحذيراً شديد اللهجة بأن أي تعرّض لقوات سوريا الديمقراطية سيكون استهدافاً لجهود الولايات المتحدة في المحافظة على استقرار المنطقة”.
وقال وزير الخارجية التركية تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي عُقد أمس الأربعاء على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “الناتو” المنعقد في رومانيا، إن “تركيا تطالب بإجراءات فعالة ضد المنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وتجميد أرصدتها البنكية في الدول التي توجد فيها”.
وأضاف: “نحارب التنظميات الإرهابية بجميع الطرق”، مشددا على ضرورة وقف الحلفاء الدعم لهذه التنظيمات، متهماً “الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الإرهابيين شمالي سوريا”، ومطالباً إياها بوقف هذا الدعم.
يأتي ذلك بعد أن طالب القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي، أول من أمس، برسالة أقوى من واشنطن بعد رؤية التعزيزات التركيّة على الحدود، تزامناً مع التهديدات التي يطلقها المسؤلون الأتراك بشن عملية عسكرية شمال سوريا لاستهداف الوحدات الكردية.
وأكّد عبدي أنه يأخذ التهديدات التركية على محمل الجد، على الرغم من التطمينات الأمريكية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأطلقت تركيا قبل أيام عملية “المخلب-السيف” ضد الوحدات الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا، بعد أن اتهمتها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول وأوقع 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد، لترتفع وتيرة القصف التركي بعد ذلك، وسط تأكيد مصدر رسمي تركي بأن أنقرة أنجزت كافة التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية البرية المحتملة شمال سوريا، بحسب مانقله موقع قناة “الجزيرة” الإلكتروني.
أثر برس