جددت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تسحب قواتها من سوريا في المدى المنظور، مؤكدة أنها تتعاون مع شركائها المحليين “الإدارة الذاتية” لتنفيذ أهدافها في سوريا.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، في لقاء أجراه مع وكالة “نورث برس”: “إن واشنطن لا تُخطط لسحب قواتها من سوريا”، مشيراً إلى أنهم يعملون مع “شركائهم المحليين” في سوريا لتحقيق غاياتهم، موضحاً أن هذه الغايات مرتبطة بمحاربة تنظيم “داعش” وتنفيذ قرار 2254.
وكرر غولدريتش موقف بلاده من انتخابات بلديات “الإدارة الذاتية”، مؤكداً أن “الظروف غير مواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في سوريا”.
وكان رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” السوري، صالح مسلم، قد أوضح ما قاله الأمريكيون لهم بشأن “انتخاب البلديات” إذ قال: “(نحن نرى أنكم تستعجلون في هذه الخطوة)، هذا كل ما قالوه ولم يقولوا أي شيء آخر، وربما كانوا على حق بالنسبة للترتيبات اللوجيستية والتقصير الكبير في إعداد هذه الانتخابات، سيما زيارات الوفود الخارجية والمراقبين نظراً لخبرتهم الطويلة في هذا المجال”، مضيفاً “نحن لا نعلم ما المقصود من هذا الاستعجال؛ إن كان مرتبطاً بتهيئة الأجواء الدولية، أم ضرورة وجود ترتيبات محلية أكثر تنظيماً من مفوضية الانتخابات”.
وتزامن تصريح غولدريتش، مع تطورات عدة يشهدها ملف التقارب السوري- التركي، الأمر الذي أقلق الجانب الكردي إلى حد كبير، وتعقيباً على هذا التقارب قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لـ”الإدارة الذاتية” حسن كوجر: “الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تأمل ألا تتفق دمشق مع أنقرة”، مضيفاً أن “الإدارة الذاتية مستمرة في تواصلها مع دمشق؛ للتوصّل إلى أي اتفاق وحلّ يحقق استقرار المنطقة والبلاد”.
كما يأتي حديث المسؤول في الخارجية الأمريكية حول مصير الوجود العسكري الأمريكي شرقي سوريا، في الوقت الذي تتحضر فيه الولايات المتحدة الأمريكية لانتخابات رئاسية، وفي هذا الصدد قال سابقاً آخر سفير أمريكي في سوريا روبرت فورد: “إذا فاز بايدن في الانتخابات في تشرين الثاني، أعتقد أن السياسة الحالية سوف تستمر وسيكون هناك وجود عسكري محدود خلال الولاية الثانية لإدارة بايدن وإذا ما انتصر ترامب حينها سيكون السؤال مطروحاً حول ما إذا كان سيبقى قوات هناك أم لا”، وفق ما نقلته قناة “الشرق”.
يشار إلى أن القوات الأمريكية تتمركز في قواعد عسكرية شمال شرقي سوريا إلى جانب قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” إذ يؤكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن ترغب بوجود شريك محلي لها في سوريا.