أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن استشهاد 50 فلسطينياً وإصابة العشرات، نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنازل المدنيين في بيت لاهيا وخان يونس والمغازي صباح اليوم الخميس.
وأوضح المتحدث باسم الصحة الفلسطينية د.أشرف القدرة أن الخدمات الصحية شمال غزة محدودة جداً ويتم العمل حالياً على إنعاش مجمع الشفاء لإعادة تقديم خدماته.
وأكد القدرة أن الاحتلال لا يزال يتحكم بآلية إخراج المصابين خارج القطاع، لافتاً إلى أن حجم المساعدات الطبية والإنسانية التي تدخل القطاع لا يتلاءم إطلاقاً مع الاحتياجات اليومية.
وقال القدرة: “الإصابات التي تصل للمستشفيات لم نعتدها وتشير إلى أن الأسلحة المستخدمة تدميرية وحارقة”، مضيفاً: “يجب إخراج 5000 مصاب كدفعة أولى للعلاج بالخارج لإنقاذ حياتهم”.
وتابع: “لا نستغرب من الاحتلال انتزاع أعضاء من جثامين الشهداء لكن ذلك يتطلب تحققاً قبل أي تأكيد”.
بدوره، المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن عن استشهاد صحفيين اثنين في غزة ليرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 105 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
أيضاً، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني كشفت عن استشهاد 31 شخصاً وإصابة 25 جراء قصف إسرائيلي لمحيط مستشفى الأمل في خان يونس، مضيفة: “نناشد المجتمع الدولي للتدخل الفوري والعاجل لحماية مستشفى الأمل فهناك 14 ألف نازح بداخله”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في بيان من أن قطاع غزة يواجه خطر الجوع الحاد في جميع مناطقه التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي جراء حربه المستمرة على القطاع منذ 7 تشرين الأول الماضي.
وذكرت المنظمة في بيانها أنها سلمت إمدادات إلى مستشفيين، أحدهما في شمالي قطاع غزة، والآخر في جنوبه، لافتة إلى أن 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة توقف تماماً عن العمل.
ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الكبير الذي يواجه سكان غزة، ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض”.
وشددت الصحة العالمية على الحاجة الماسة للغذاء في جميع أنحاء قطاع غزة، مؤكدة أن قدرتها على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيوداً على نحو متزايد.
من جهته، منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، قال: “هناك دماء في كل مكان في مستشفيات القطاع”، واصفاً ما شاهده في غزة بأنه “حمام دم ومذبحة”، مؤكداً أنه لا يوجد مكان آمن في غـزة.
وأضاف: “في جميع أنحاء غزة في الوقت الحالي، تبلغ القدرة الصحية حوالي 20% مما كانت عليه قبل الحرب، حيث توقفت جميع الخدمات تقريباً عن العمل، إما لأن المرافق نفسها تضررت، أو لأن الموظفين اضطروا إلى الفرار، أو لأن موارد الطاقة قد نفدت، أو لأن الإمدادات الطبية نفدت، أو لأن الموظفين لم يتمكنوا من الوصول إليها”، متابعاً: “تبقّى مستشفيان فقط في جنوب غزة يعملان بكامل طاقتهما هما مستشفى غـزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي، والعديد من الموظفين لا يستطيعون الوصول إلى مستشفى غزة الأوروبي بسبب القتال الدائر في المنطقة المحيطة به، كما يغادر الموظفون مجمع ناصر الطبي لأن المنطقة غير آمنة خاصة مع ورود أمر إخلاء للمجمع”.
وأكد منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية أن العديد من المستشفيات في جميع أنحاء غـزة تعاني نقصاً في الإمدادات، والاكتظاظ بالمرضى والمصابين، متابعاً: “أقسام الطوارئ تشهد الكثير من حالات الرضوض، في حين أن جميع المصابين بالأمراض غير المعدية -مثل مرضى السرطان والسكري ومرضى القلب وغيرها من الحالات- غير قادرين على الوصول إلى الخدمات في معظم أنحاء قطاع غزة في الوقت الحالي”.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة إلى 21320 شهيداً و55603 جريح، بحسب الصحة الفلسطينية.