خاص|| أثر برس تستمر وتيرة القصف التركي على مواقع لـ “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شمال شرقي سوريا، في الوقت الذي يجدد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إصرار بلاده على شن عملية عسكرية، يتمكن فيها من السيطرة على المناطق الحدودية كافة بين سوريا وتركيا وبعمق 30كم، وسط مطالب الأخيرة بالحصول على موقف أمريكي أكثر وضوحاً وحسماً لصد العمل التركي.
الخبراء يؤكدون أن الاستهدافات التي نفذتها القوات التركية شرقي سوريا منذ بدء حملتها “المخلب-السيف” في 20 تشرين الثاني الفائت، كانت استثنائية، حيث نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن محقق مفتوح المصدر في منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ألكسندر ماكيفر، قوله: “إن غالبية مواقع إنتاج النفط التي استهدفتها تركيا تقع في أقصى الزاوية الشمالية الشرقية لسوريا، في مناطق القحطانية تربسبي والمالكية ديريك، وتم تضمين المناطق في المربع 26 ، الذي كانت تديره شركةGulfsands Petroleum ، وهي شركة طاقة مقرها لندن”، لافتاً إلى أنه تم تحديد ذلك باستخدام البيانات التي نشرتهاKongra Star ، بالإضافة إلى المعلومات المتاحة للجمهور عن إنتاج النفط السوري.
ونقل “المونيتور” أيضاً عن أستاذ مشارك في مدرسة ليون الثانية في فرنسا وخبير في الشأن السوري فابريس بالانس، قوله: “من المنطقي تماماً أن تضرب أنقرة المنشآت النفطية لأن النفط ضروري لإنتاج الكهرباء باستخدام المولدات وللتنقل في شمال شرقي سوريا”، مشيراً إلى أن “النفط هو المصدر الرئيس لدخل للإدارة الذاتية، التي تسيطر حالياً على الإنتاج بغطاء كثيف من التعتيم”.
ولم يتوقف القصف التركي عن استهداف البنى التحتية التابعة الواقعة التي تسيطر عليها “قسد” بل طال أيضاً محيط قاعدة كردية-أمريكية مشتركة، ولفت الموقع الأمريكي إلى أنه بعد هذه الضربة “بدا الردع الأمريكي في حالة يرثى لها عندما ضربت طائرة تركية بدون طيار محيط قاعدة كردية أمريكية مشتركة في الحسكة في 22 تشرين الثاني، ما دفع الولايات المتحدة إلى إجلاء جميع موظفيها المدنيين من شمال شرقي سوريا”.
فيما أكد عضو رئاسة “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” سيهانوك ديبو، في حديث لـ “أثر” أن “العملية الجوية التي انطلقت في ليلة 20 تشرين الثاني 2022 ما كانت لولا أن تركيا أخذت الموافقة من الجانبين الأمريكي والروسي، أو على الأقل واحد منهما لذلك اليوم نشهد مواقف أكثر تماسكاً نتمنى أن تتقوض وترفض أي عملية عسكرية تركية”.
في الوقت ذاته، تؤكد “الإدارة الذاتية” أنها على تواصل دائم مع الجانب الأمريكي بخصوص مصير العملية التركية شمالي سوريا، وفقاً لما أكده القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي مؤخراً وفي هذا السياق قال ديبو: “أظن أن لا حظوظ حتى اللحظة لعملية عسكرية برية تركية ولكن التهديد قائم لا محال”، مشيراً إلى أن “المواقف الروسية والأمريكية الآن تمانعان أي عملية عسكرية تركية”.
في الوقت الذي تشير فيه “الإدارة الذاتية” إلى أنها تعوّل على الموقف الروسي والأمريكي لوقف التهديد التركي ضدها، يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده مصرة على تنفيذ مشروعها بخصوص إنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية-التركية وبعمق 30كم، حيث قال أمس السبت: “تركيا ستكمل حتماً الشريط الأمني البالغ عمقه 30كم، والذي تنشئه على طول حدودنا الجنوبية ولن نتراجع إطلاقاً”، منتقداً سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم “الوحدات الكردية”.
وفي هذا السياق تؤكد التحليلات أن أردوغان يهدد بشن هذه العملية منذ عام 2020، على حيت قرر الآن رفع وتيرة تهديده، للاستفادة من الحرب الأوكرانية التي عدّلت بعض المعايير الدولية، وزادت من أهمية أنقرة الدولية، وبات من المستبعد أن تواجه تركيا معارضة حادّة من روسيا أوأمريكا، الأمر الذي لم ينفه عضو رئاسة “مسد” سيهانوك ديبو، حيث قال في حديث لـ “أثر”: “تركيا اليوم تستثمر في التناقضات الدولية فهي من جهة تبيع مسيرات بيرقدار للجانب الأوكراني ومن جهة أخرى تعقد صفقات في مجالات الطاقة والاقتصاد مع الجانب الروسي”، مشيراً إلى أن “التناقضات الدولية وطبيعة المرحلة الحالية هي لصالح تركيا حتى هذه اللحظة”.
زهراء سرحان