حازت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق منذ الإعلان عنها مساء الأمس على اهتمام الأوساط الإعلامية والسياسية، وعلى رغم أنها تأتي للتعبير عن الدعم والتضامن الإنساني بين مصر وسوريا، وفقاً لـ شكري، فإن المحللين أشاروا إلى أن الزيارة المصرية تؤكد على عودة العلاقات السياسية علنياً بين دمشق والقاهرة.
فيما أكد آخرون على أن الارتباط الوثيق في الرؤى السياسية بين مصر والسعودية، تعني أن الزيارة المصرية كانت بموافقة سعودية، وهذا مؤشرٌ على إمكانية حضور سوريا في القمة العربية المقبلة بالرياض في نهاية آذار المقبل.
في مقابل ذلك، يرى وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “زيارة شكري إلى سوريا تحمل العديد من الدلالات، إلاّ أن الأمر يحتاج لكثير من الوقت حتى تتضح العديد من الجوانب، في حين أن الزلزال الذي وقع في سوريا ولّد قوة دفع إنسانية، وهو الإطار الذي تأتي ضمنه زيارة الوزير المصري”.
ولفت العرابي إلى أن “سوريا تعاني العديد من الإشكاليات والتدخلات الخارجية، لكن الانعكاسات المترتبة على الزيارة قد لا تكون كبيرة كما يتوقع البعض، ما يستوجب التحرك ضمن الإطار المحدد والمناسب، والمتمثل في الجوانب الإنسانية والوقوف مع الشعب السوري في أزمته الإنسانية، وهي المحرك الأساسي للأمور”.
وبشأن ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أوضح العرابي، أن “سوريا مثقلة بالعديد من الأزمات، وأن عودتها إلى الجامعة ليست هي ما تحل مشكلاتها في الوقت الراهن”.
وفي السياق نفسه، أكد أستاذ العلاقات الدولية في مصر د. حامد فارس تعليقاً حول إمكانية مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة، أن “موقف عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب أن يكون هناك تنسيق من قبل الدول العربية، وأن يحدث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وتوقّع أستاذ العلاقات الدولية بأن “تشهد القمة العربية المقبلة اتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الحضن العربي مرة أخرى وأن تشغل مقعدها بالجامعة”، مستبعداً في الوقت نفسه “مشاركة سوريا في القمة المقبلة، حيث إن هذا القرار يتطلب موافقة قادة الدول العربية بالإجماع على عودة سوريا، وهذا ما قد تشهده القمة العربية المقبلة لتكون المشاركة السورية في القمة التي تليها”.
يشار إلى أن الوفود البرلمانية التي وصلت إلى سوريا الأمس، كانت يقودها رئيس “الاتحاد البرلماني العربي”، رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، وشاركت فيها كل من: مصر، الإمارات، الأردن، فلسطين، ليبيا، عُمان ولبنان.
ومثّلت التصريحات التي أطلقها الزائرون فور وصولهم إلى دمشق، سواء المعزّية بضحايا الزلزال، أو الداعية إلى عودة سوريا إلى مكانتها العربية، والمطالِبة برفع العقوبات أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي على هذا البلد، قفزة كبيرة في مسار العلاقات السورية – العربية، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
أثر برس