أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية بأن وفداً من المستثمرين الأمريكيين العرب برفقة مسؤول من غرفة التجارة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، زار مناطق سيطرة تركيا وفصائلها شمالي سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رفضت الكشف عن هويتها تأكيدها على أن “وفداً من المستثمرين العرب في مختلف المجالات الاستثمارية، بينهم عدد من رجال الأعمال السوريين المغتربين في الولايات المتحدة، يرافقهم مستثمر من الجنسية البحرينية، بدأ زيارة رسمية، لأعزاز وعفرين والباب، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من أنقرة”.
وبحسب المصدر فإن اللقاء الأول الذي أجراه الوفد كان يوم الأحد في الحادي عشر من أيلول الجاري، في جامعة “حلب الحرة”، مع عدد من المسؤولين في “الحكومة المؤقتة” التابعة لفصائل أنقرة وعدد من رؤساء المجالس المحلية، واطلع الوفد على واقع الخدمات المتوفرة للمواطنين والوضع الاقتصادي في المنطقة.
وجال الوفد برفقة عدد من المسؤولين السوريين في المعارضة مدن عفرين والباب والراعي، وعاين تلك المناطق بدقة، والتقى فيها عدداً من التجار المحليين والشخصيات المدنية، واستمع منهم لحاجة المنطقة الماسة إلى المشاريع الاستثمارية والتنموية التي تسهم في دعم اقتصادها.
وجرى أيضاً التشاور في أثناء اللقاء عن إمكانية تنفيذ المستثمرين لعدد من المشاريع الاستثمارية، مثل معامل أغذية ومصانع الحديد الصلب ومعامل لسلع أخرى “والتي يمكن البدء بتنفيذها وانطلاق العمل بها في الفترة القادمة، من أجل توفير فرص عمل جديدة للشبان السوريين في مناطق الشمال” وفقاً لما نقلته “الشرق الأوسط”.
وبحسب المصادر فإن الزيارة حظيت باهتمام بالغ من واشنطن وتركيا، ونقلت الصحيفة عن رامي الشهابي الناشط في مدينة الباب شمالي حلب، أنه “وفقاً لإحصائيات أعدها ناشطون في كبرى المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في شمالي حلب، بينها الباب والراعي وأعزاز وعفرين، فقد بلغت نسبة البطالة فيها 71%، وكانت هذه النسبة سبباً لتنامي ظواهر الفساد والسرقة، على حين تعتمد فئة قليلة من أبناء المنطقة على الرواتب التي يحصلون عليها مقابل خدماتهم في الدوائر العامة الممولة من تركيا وآخرين عسكريين في فصائل المعارضة”.
ورأى بعض المختصين أن هذه الزيارة هي جزء من خطة تركية “لتتريك المنطقة” وإخضاعها لنفوذها عقوداً من الزمن، كما أشار البعض إلى أنها جزء من المشروع التركي القاضي بإنشاء “منطقة آمنة” لتوطين اللاجئين السوريين المقيمين لديها.
ويأتي الكشف عن هذه الزيارة في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن وعود قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير الواقع الاقتصادي في مناطق سيطرة تركيا وفصائلها.