يشهد الشمال السوري المزيد من التصعيد العسكري بين تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، بالتزامن مع تحركات عسكرية من قبل القوات الروسية والسورية.
وفي هذا الصدد نقلت وكالة “رويترز” معارضين سوريين تأكيدهم على أنهم مستعدون للانضمام لهجوم جديد تهدد تركيا بشنه على ضد “الوحدات الكردية”.
وفي السياق ذاته، نشرت تنسيقيات المجموعات المسلحة معلومات حول العملية التي يمكن أن تشنها تركيا، قائلة: “إن العملية ستتمّ بمشاركة 40 ألف مسلح من مختلف الفصائل، بالإضافة إلى نخبة قوات الكوماندوز التركية، بتغطية جوية ومدفعية وصاروخية تركية” كما حدّدت خطّة الهجوم بالتالي: “الهجوم على بلدات تل تمر وتل رفعت وعين عيسى، مع تحديد جبهة منبج كجبهة إشغال”.
أما “قسد” فنقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر مقرّبة من «قسد» قولها: “إن إمكانية شنّ عملية عسكرية واسعة ضدّ قواتنا غير واردة”، متوقّعة أن “تكثّف تركيا من استخدام الطائرات المسيّرة، ومحاولة ضرب أهداف واغتيال قيادات في قسد ومسد والإدارة الذاتية”. وكشفت المصادر عن “صدور تعليمات لجميع القياديين في الأجهزة المدنية والعسكرية التابعة لقسد والإدارة الذاتية، بمنع استخدام الهواتف المحمولة، لتجنّب أي تتبّع لهم من الاستخبارات التركية، وبالتالي استهدافهم”.
وفي ظل هذه التحركات العسكرية والتصعيد الحاصل، نفت وزارة الدفاع التركية في بيان نشرته عبر “تويتر” نقلها لمنظومة “إس 400” الروسية من قاعدة أنجرليك إلى جنوب البلاد بالقرب من الحدود السورية، قائلة: “إن هذه الادعاءات غير صحيحة بالمطلق”.
أما بما يتعلق بالتحركات الروسية، أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن القوات الروسية أنشأت قاعدة عسكرية في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، مشيرة إلى أنه وصلت معدات لوجيستية وعسكرية إلى القاعدة وتمركز الجنود الروس فيها ورفعوا علم بلادهم فوق مجمع تعليمي شمال غربي المدينة، بهدف مراقبة خطوط الجبهة على طول نهر الساجور ونقاط التماس مع حدود بلدتي جرابلس والباب الخاضعتين للقوات التركية وفصائلها، كما توجد قاعدة روسية ثانية في منطقة العريمة التابعة للباب وتبعد عن الأولى نحو 10 كيلومترات.
وإلى جانب التعزيزات العسكرية، تستمر القوات الروسية بمناوراتها الجوية التي تجريها بالتنسيق مع الجيش السوري، حيث نفذت المروحيات الروسية مناورات وطلعات جوية مكثفة على مدار 4 أيام، شملت تدريبات بالذخيرة الحية فوق المجال الجوي لبلدات تل تمر بالحسكة وعين عيسى بالرقة ومدينة الباب بريف حلب الشرقي وتل رفعت بريفها الشمالي.
ويشير الخبراء إلى أن تركيا لم تأخذ إلى الأن ضوء أخضر بشن عملية عسكرية، حيث نقل سابقاً موقع “ميدل إيست أي” عن مصادره أن المباحثات بين روسيا وتركيا حول مصير التصعيد في الشمال السوري لا تزال قائمة.