أكد مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري عبد القادر عزوز، أنّ مباحثات “أستانا” تشكّل اختباراً جدياً لرغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البحث عن تسوية وتفاهم يفضي إلى انسحاب القوات التركية وإيجاد حلول للكثير من الملفات العالقة بين البلدين.
وقال عزوز في لقاءٍ أجراه مع وكالة “أنباء العالم العربي”: “هناك عددٌ من النقاط المشتركة بين سوريا وتركيا، من مثل الحرص على ضرورة تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب ورفض التدخلات الخارجية”، لافتاً إلى أن “ذلك كله يمكن أن يمهد لخارطة طريق تتم فيها جدولة انسحاب القوات التركية الموجودة على الأراضي السورية، وبما لا يسمح أيضاً بوجود مجموعات أو تنظيمات تقوّض الأمن القومي التركي والسوري”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
ولفت المستشار السوري إلى أنّ “دمشق حريصة على محاربة الإرهاب، وأيضاً على الأمن القومي التركي، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب على الأمن الوطني السوري، فما تراه أنقرة إرهاباً، قد لا يتوافق مع ما تراه دمشق؛ لذلك، فإن محاربة الإرهاب تكون عبر التنسيق الأمني والسياسي وعدم توفير أي ملاذات آمنة للإرهابيين”.
وأوضح عزوز أنّ “حرص سوريا على إقامة علاقات طبيعية مع تركيا، تأتي كون أنقرة تتمتع بثقل سياسي استراتيجي وجغرافي”، مؤكداً “رفض دمشق وجود أي قوات أجنبية على أراضيها من دون تنسيق مشترك”، وتابع: “لذلك، تُطالب سوريا بسحب القوات التركية وإزالة أي آثار مترتبة على ذلك، وحل الخلافات بالطرق السلمية انسجاماً مع مبادئ الأمم المتحدة في عدم استخدام القوة أو التهديد بها لحل الخلافات”.
وفيما يتعلق بالتعزيزات العسكرية التي أرسلها الجيش السوري إلى مناطق التماس في شمال سوريا، اعتبر عزوز أن هذا يأتي “في إطار بسط سيطرة الجيش السوري على جميع المناطق، بما لا يسمح للتنظيمات الإرهابية والانفصالية باستغلال الفراغ الأمني والعسكري في بعض المناطق السورية”.
وفي السياق نفسه، أكد نائب وزير الخارجية أيمن سوسان في لقاءٍ أجراه مع قناة “روسيا اليوم” أمس، أنه “لا يمكن أن تكون هناك علاقة طبيعية بين دولتين تحتل إحداهما أراضي الأخرى”.
واعتبر سوسان، أنّ “المطالب السورية بانسحاب القوات التركية لسير عملية التقارب، هي ثوابت وطنية غير قابلة للمساومة والتفاوض، وغير ذلك أوهام”، وقال: “يجب على تركيا بذل الكثير من الجهود لإثبات الجدية والإرادة لتحقيق هذه المتطلبات، لكننا للأسف لم نلمس هذا الشيء حتى الآن”.
وكان البيان الختامي لمباحثات “أستانا” أشار للمرة الأولى إلى “الطبيعة البنّاءة لمشاورات نواب وزراء خارجية (روسيا – تركيا – سوريا – إيران) التي تم فيها إعداد خارطة طريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا، بالتنسيق مع عمل وزارات الدفاع والخدمات الخاصة للدول الأربع”.
كما أكد على النهوض بهذه العملية “على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب، وتهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والطوعية وبكرامة للسوريين بمشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
أثر برس